ملكة الملاكمة الجديدة.. قصة كفاح البطلة الهندية نيـــكــهات زارين
  • 2022-06-04

 

صنعت زارين التاريخ بإحرازها الميدالية الذهبية في بطولة العالم للملاكمة للسيدات، لتصبح بذلك خامس إمرأة هندية تحقق اللقب العالمي.

يوم الخميس 20 مايو/أيار كان والدا زارين وشقيقاتها الثلاث مبتهجين لأنها هزمت التايلاندية جيتبونج جوتاماس في فئة 52 كغ في بطولة العالم للملاكمة للسيدات التي أقيمت في اسطنبول بتركيا.

 عندما تم استدعاء اسم بطلة العالم الجديدة، حلقت يدى زارين في الهواء، ثم عانقت خصمتها وانفجرت في البكاء.

"أنا هنا اخيراً. تتويجاً لسنوات من العمل الجاد والمثابرة " غردت زارين بعد التتويج "الهند، هذا لك. لقد فعلناها معًا"

 كما غرد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ممتدحاً زارين "الملاكمون لدينا جعلونا فخورين! تهنئة لزارين زارين لفوزها الرائع بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للملاكمة للسيدات"

نجاح زارين المذهل لم يأت بين ليلة وضحاها، وإنما كان حصيلة سنوات من العمل الجاد والمثابرة، وكفاح ملهم من أجل التغلب على العقبات الاقتصادية والاجتماعية.

 تنحدر البطلة الهندية المولدة عام 1996 من عائلة مسلمة محافظة من الطبقة الوسطى، في ولاية بلدة نظام أباد، التي تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية.

 في الواقع، كان عليها من أول يوم أن تواجه معارضة من الجيران والأقارب لكونها فتاة. كما أن والديها كانا يتعرضان للسخرية باستمرار. كان الناس يقولون لوالدها إنه “يأخذ ابنته إلى الحلبة لضربها، وأن عليه تزويجها بدلاً من أن يجعلها ملاكمة"

لكن زارين تقول إن والدها لم يسمح أبدًا لتعليقاتهم أن تدخل إلى رأسها وتؤثر عليها "لقد كان داعماً ومشجعاً لي على الدوام"، كما تذكر أنه أخبرها أن "من يشيع الأقاويل ضدك سيحترم اسمك يوما ما"

بعد اكتشاف الصفات الفطرية للملاكم عند زارين، بدأ عمها محمد سمسم الدين في تدريبها في مكان مفتوح في مركز تدريب هيئة الرياضة في ولاية أندرا براديش (SAAP) في نظام أباد.

كما أن عدم وجود بنية تحتية مناسبة في البلدة لم يمنعها من تحقيق هدفها. بدأت زارين في التدرب مع أبناء عمومتها الثلاثة، وهم ملاكمون دوليون. وفقًا لسمسم الدين، فقد نما اهتمامها بالملاكمة بعد مشاهدة أبناء عمومتها ولعب الملاكمة معهم , وبالتالي نمت ثقتها وشجاعتها.

 

لتنطلق مسيرة زارين في الملاكمة في سن 13 عام 2010. وفي غضون ستة أشهر، فازت بالميدالية الذهبية في بطولة الولاية. وبعد عام واحد فقط ، فازت بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للناشئين والشباب 2011 للفتيات في أنطاليا  بتركيا. ولتواصل بعدها مسيرتها في تحقيق الانتصارات وصولاً للفوز ببطولة العالم للملاكمة للسيدات ويبقى أهم أهدافها الظفر بالميدالية الذهبية في الأولمبياد.

 

حول هذا النجاح الذي حققته ابنته، يقول والد زارين إنها "جعلت البلد كله فخور بالفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم. هذا النجاح ليس لي بل هو نجاح جميع المواطنين". من ناحية أخرى، قالت والدة زارين،” نجاح ابنتي هو درس لكل من كان يسخر منها. اليوم ابنتي أثبتت نفسها. كل هذا نتيجة عملها الشاق"

 

 زارين التي تعتبر محمد علي قدوة لها تريد إشراك المرأة في الرياضة, وتقول إن المجتمع يجب أن يتقدم ويشجع النساء على النجاح. وتضيف إنه يجب على النساء أن يثقن بأنفسهن وأن يركزن على تحقيق أحلامهن. ووفقا لها هناك الكثير من المواهب المختبئة في المناطق الريفية في الهند التي لا تزال في حاجة ماسة إلى تنشيطها في شتى المجالات بما في ذلك الملاكمة للإناث.

على الرغم من كل الصعاب، فإن حكومة الهند إلى جانب المجتمع المدني، يدعمان النساء في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك ولاية جامو وكشمير. وبغض النظر عن الدين أو المنطقة أو الطبقة الاجتماعية فإن الهند تحرص من خلال مخططاتها المختلفة على تمكين المرأة من أجل التميز في جميع مجالات الحياة من ريادة الأعمال والرياضة والعلم والتكنولوجيا والإدارة والسياسة.