التقى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي, الثلاثاء 28 حزيران\ يونيو، خلال زيارة تستهدف إظهار عمق العلاقات بين الشريكين التجاريين.

وذكرت وزارة الخارجية الهندية انّ زيارة مودي هدفها تقديم التعازي إلى ‏الشيخ محمد في وفـــــــاة شقيقه الرئيس السابق الشيخ خليفة بن زايد في أيار\مايو، وتهنئته بتوليه منصب الرئاسة.‏

وقال مودي في تغريدة على تويتر ارفقت بصورة لدى استقبال الرئيس ‏الإماراتي الشيخ محمد بن زايد له عند سلم الطائرة في المطار "تأثرت بلفتة ‏خاصة من أخي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقدومه للترحيب بي في ‏مطار أبوظبي، أنا ممتن له".‏

وتأتي زيادة رئيس الوزراء الهندي إلى شبه الجزيرة العربية بعد أزمـــــــــــة التصريحات التي تسبب بها متحدثان سابقان في حـــــــــــزب بهارتيا جاناتا, والتي أســـــــــاءت إلى مشاعر المسلــــــــمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند وقد تم إبعادهما عن الحــــــــزب وبدء إجراءات جنــــــــــائية ضدهما، فما فعلاه يعد انتــــــــهاكًا للدستور الهندي، ومبادئ العقـــــــــيدة الهندوسية.

ورغم العلاقات التاريخية المبنية على الاحترام المتبادل بين نيودلهي ودول الخليج، فإنها لم تبلغ درجة من الصداقة الحـميمة على مستوى الدول إلا بعد تولي رئيس الوزراء ناريندرا مودي مقاليد الحكم، ليصل حجم التبادل التجاري بين الهند ومجلس التعاون الخليجي عام 2021 إلى 115 مليار دولار.

خلال حكومة رئيس الوزراء مودي، ازدهرت العلاقات -على وجه الخصوص- بين الهند والإمارات ووصلت إلى المستوى الحالي للعلاقة السياسية والاقتصادية ، مما جعلها نموذجًا للعديد من الدول. 

كما يتمتع البلدان بروابط تجارية وثقافية قوية، حيث يشكل الهنود 35 في المئة من سكان الإمارات البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، وهي أكبر جالية للمغتربين الهنود على مستوى العالم.

وتقدر قيمة التجارة بين الهند والإمارات بـ 59 مليار دولار، مما جعل الدولة الخليجية الغنية بالنفط ثالث أكبر شريك تجاري للهند للعام 2019-2020 بعد الصين والولايات المتحدة ، بحسب وزارة الخارجية الهندية.

والإمارات أيضاً ثالث أكبر وجهة تصدير للهند، حيث سجلت صادراتها ما يقرب من 16 مليار دولار في 2020-2021. وتشمل الصادرات الرئيسية المنتجات البترولية والمعادن النفيسة والأحجار الكريمة والمجوهرات والمعادن والأغذية والمنسوجات.

وفي شباط\فبراير، وقّع الجانبان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعزيز التجارة والاستثمار.

في المقابل, تُعتبر الجالية الهندية من الجاليات الأقدم في دول مجلس التعاون الخليجي وهي جالية لا تقتصر على العمّال فحسب إذ يعمل الآلاف في مراكز متقدّمة وبارزة، ولا سيما في مجالات الهندسة والأعمال والاتصالات والقطاعات المالية والمصرفية والعقارية.

عمق العلاقة بين الجانبين لا يقتصر على الشق الاقتصادي, وهو يفسر التسامح مع الأديــــــــــــــــان في الخليج في ظل وجود ملايين الهنود المنخرطين في العمل والحياة دون أي عائق أمام حريتهم في العبادة، لذا الهند ترحب باتباع الديـــــانات في العالم ونسمح لهم بممارسة عقــــــــيدتهم دون أي عائق، وقد أظهر هذا أن العلاقات بين الدول تتجاوز الأيديولوجيات السياسية أو الدينية.

وسيكون معبد سوامينارايان الذي يتم بناؤه في أبو ظبي مثالاً ساطعًا على الروابط الدينية بين الهند والإمارات العربية المتحدة. كما أن البحرين بدورها أعلنت مؤخراً أنها ستسمح ببناء المعابد على أراضيها.

الملايين من الهنود من جميع الأديان يعيشون ويعملون في الخليج ولم يعكر شيء الوئام السياسي والديني في بلدانهم المضيفة. حسن النية والضيافة التي يتمتعون بها تمكنهم من أن يكونوا منتجين ومخلصين للغاية.

في ظل التحالفات المتغيرة والأزمـــــــات المتلاحقة, تحرص الهند ودول الخليج على تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهما بعيداً عن المظلة الأمـــــــــــيركية، فالهند اتخذت موقفها الخاص من  الحـــــــــــــــــرب في أوكـــــــــــــــــــرانيا ورفضت فرض عقــــــــــــــــــــــــــوبات على موســــــــــــــــــــــــــكو واستمرت بشراء النفط منها, أما دول الخليج فهي تهدف إلى توسيع وتعميق شبكة علاقاتها مع روســـــــــــــــــــــــــيا والصـــــــــــــــــين والهند وغيرها بعيداً عن الإمــــــــلاءات الأميــــــــــــــــــــركية، قد تكون العلاقة بين نيودلهي والخليج قائمة على تبادل المصالح لكنها علاقة قائمة أيضاً على الحوار والاحترام المتبادل.