(إسرائيل) تنسف آثار غزة لمحو تاريخها
  • 2023-12-12

“الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل شيء في قطاع غزة، البشر والحجر والحضارة بما فيها من قيم غنية بآثارها وبكنوزها المعرفية والتاريخية وما عليها وعنها من حكايات”، تصريح لوزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف يختصر هدف حرب الاحتلال بمحاولة محو هوية الشعب الفلسطيني الحضارية والثقافية والوطنية وإبادته.

معظم أجزاء البلدة القديمة في مدينة غزة دمرها عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع لليوم الـ 66، بما فيها 20 مبنى تاريخياً من متاحف ومواقع أثرية، ومساجد وكنائس، إضافة إلى ميناء غزة القديم المدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي، ومبنى الأرشيف المركزي الذي يحوي آلاف الوثائق التي يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام.

الحرب مستعرة على الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وما قبلها، فمثلما دمرت العصابات الصهيونية “سينما الحمراء” في يافا، دمر الاحتلال مركز رشاد الشوا الثقافي غرب غزة بعد 75 عاماً، والعقل السادي الذي استهدف المتحف الوطني في القدس إبان النكبة، استهدف اليوم 8 متاحف في القطاع بما فيها من آثار توثق تاريخ المكان وأصالته، فهي الشاهدة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وعلى زيف ادعاءات الاحتلال ومحاولاته تزوير التاريخ.

طيران الاحتلال دمر المسجد الكبير أحد أهم وأقدم مساجد فلسطين، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من 3 آلاف عام، وكنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون وهي من أقدم الكنائس في العالم، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 425 ميلادي، قبل أن يتم تجديدها عام 1856، والكنيسة البيزنطية التي يزيد عمرها على 1600 عام، إذ تعود إلى عام 444 ميلادي، إلى جانب متحف رفح الذي يعد مقصداً لدارسي تاريخ القطاع وتراثه، كما دمر 9 دور نشر ومكتبات، و6 مراكز ثقافية وألحق أضراراً بـ 15أخرى.

تدمير الاحتلال عشرات المباني التاريخية الشاهدة على ارتباط الفلسطيني بأرضه، يأتي ضمن مخططه لطمس وتدمير التراث الوطني الفلسطيني، في جريمة بحق التراث الإنساني وانتهاك لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقيات جنيف واليونسكو حول حماية الممتلكات الثقافية.

استهداف الاحتلال للثقافة والتراث الفلسطيني تجسيد لإرهابه وسعيه لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره كما يفعل في قطاع غزة، إضافة إلى الحرب التي يشنها على الضفة الغربية، الأمر الذي يؤكده تصريح ما يسمى “وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو” الذي قال: “لا مكان لقطاع غزة ولا ينبغي أن يكون موجوداً، وقصفه بقنبلة نووية احتمال ممكن”.

الاحتلال يعتقد واهماً أنه بتدميره المعالم الحضارية في فلسطين، يستطيع محو ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي كانت له على مر التاريخ إسهامات في إغناء الحضارة الإنسانية، وشكلت أرضه مهد الديانات والحضارات، فهذا الشعب المتشبث بأرضه رغم مجازر وجرائم الاحتلال اليومية، لن تنقطع الصلة بينه وبين تراثه وتاريخه، وسيستمر بإغناء تراث البشرية، ومواصلة نضاله لإفشال مخططات الاحتلال لمحو هويته الوطنية، ووجوده على أرضه الضاربة جذوره فيها منذ آلاف السنين.