تحت عنوان “العمارة والإعمار”، افتتح في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق اليوم المعرض المشترك لمشاريع التخرج المتميزة لطلاب كليات الهندسة المعمارية في جامعات دمشق واليرموك وروستوف الروسية.
ويتضمن المعرض الذي تقيمه الكلية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها أكثر من 60 مشروعاً تم اختيارها من بين 200 مشروع، ويستمر لمدة أسبوع.
ونوه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم بمستوى المشاريع المقدمة، مبيناً أهمية تنظيم معارض مشاريع التخرج لتساهم في خدمة المجتمع المحلي، وما تحققه الكلية من خلال الشراكات الاستراتيجية مع سوق العمل في مجال الهندسة المعمارية في القطاع الحكومي والخاص.
وأعربت رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتورة دارين سليمان عن تقديرها لجهود الطلاب المبذولة في إنجاز المشاريع، لافتة إلى أن المعرض يتوافق مع رؤية الاتحاد وإستراتيجيته الداعمة للنشاطات والمبادرات الإبداعية.
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان أكد حرص الجامعة على تقديم كل أشكال الدعم لخلق بيئة تشجع الطلاب على الابتكار والإبداع، معتبراً أن المعرض يعكس أحلام وطموحات الطلاب المشاركين.
الدكتورة ريدة ديب عميدة كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق أوضحت أن المعرض يتضمن مخرجات التعليم المعماري في الكلية وبالشراكة مع جامعتي “روستوف” الروسية واليرموك الخاصة بهدف تشكيل حالة من التبادل الثقافي العلمي وكنوع من أنواع التعزيز والتحفيز والتنافس العلمي، حيث يقدم الطلاب مشاريع حيوية تحتاجها البلاد ضمن عدة محاور تشمل إحياء التراث الطبيعي والمادي واللامادي وإعادة الإعمار من خلال إعطاء تصور لعدد من المناطق المدمرة وكذلك محور إعادة إحياء بعض الوظائف للمنشآت والمعامل بطريقة بيئية سليمة، إضافة إلى المشاريع المعمارية التي تركز على الأبراج السكنية في ظل الاحتياجات المستقبلية بعد الزلزال.
ولفتت الدكتورة ديب إلى أن المعرض يتضمن أيضاً مشاريع خاصة في مناطق اختارها الطلاب بناء على انتمائهم إليها، مثل الجولان العربي السوري المحتل للتأكيد على مسألة الوجود وكذلك العديد من المشاريع ضمن المحافظات، إضافة إلى وجود حالات خاصة تتعلق بالأشخاص الصم والبكم والمشاريع التي تناول الطلاب فيها الوحدات السكنية في المدينة الجامعية وكيفية تطويرها بحيث تلبي احتياجات الطلاب.
الدكتورة هبا عباس من قسم نظريات وتاريخ العمارة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق لفتت إلى أهمية التعاون مع جامعة “روستوف” الروسية من أجل تبادل الخبرات والمعارف الهندسية، مبينة أن الجامعة أرسلت حوالي 15 مشروعاً للمشاركة في هذا المعرض، وبالمقابل أرسلت جامعة دمشق 15 مشروعاً متميزاً للمشاركة في معرض مماثل سيقام في جامعة “روستوف” لاحقاً.
وفي لقاءات مع سانا تحدثت كل من المهندسة مايا ديبة والمهندسة ليونور ميالة عن مشروعهما الذي يقدم رؤية تنموية للارتقاء بالعشوائيات الموجودة جنوب شرق دمشق القديمة “الدويلعة والطبالة” وبينتا أن المشروع استغرق 6 أشهر وتمت دراسة الأثر السلبي لهذه العشوائيات وإعطاء صورة مستقبلية ودراسة لإجراء تحسين جزئي في المنطقة وتعديل استعمالات الأرض واستغلالها بشكل أمثل.
المهندسة سنا البعجوري قالت: إن مشروعها يركز على إعادة تأهيل وتطوير قصر الأرناؤوط ومحيطه في مركز مدينة حماة، وبينت أن المشروع يتناول طرحاً أساسياً هو النظرة الأوسع لمدينة حماة ليست كمدينة تاريخية مهمة فحسب وإنما كمدينة تحتوي على أصول الاختراعات الميكانيكية، حيث تمت إعادة توظيف وتأهيل القصر كمتحف للنواعير ومتحف يعرض تطور الاختراعات الميكانيكية من عصر اختراع النواعير وحتى الآن، كما تم استغلال الأرض الفارغة في شمال القصر واستكمال البناء بما يتناسب مع فترته الزمنية كأكاديمية ومركز بحث علمي وصولاً لإعادة حماة إلى خارطة العالم كعاصمة علوم الحركة في التاريخ.
حضر افتتاح المعرض الدكتور محسن بلال عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب التعليم العالي، ومحافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي، وسفراء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكوبا والقائم بأعمال سفارة تشيلي بدمشق.