إجراءات الهند الفورية لاحتواء قضية التصريحات
  • 2022-06-07
تشهد قضية التعليقات "المسيئة" للإسلام و النبي محمد تفاعلات جديدة، رغم سعي حكومة الهند للتهدئة في الداخل والخارج.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.
كما ردت الخارجية على انتقادات الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بسبب تعليق زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، نوبور شارما عن النبي محمد.
وذكر البيان "أن الهند ترفض رفضا قاطعا التعليقات غير المبررة وضيقة الأفق" الصادرة عن الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مؤكدة أن نيودلهي تولي أعلى درجات الاحترام لجميع الأديان.
وأضافت الخارجية الهندية "التغريدات والتعليقات المسيئة إلى شخصية دينية صدرت عن أفراد معينين - عناصر هامشية. وهي لا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء حكومة الهند. وقد تم بالفعل اتخاذ إجراءات قوية ضد هؤلاء الأفراد من قبل الهيئات ذات الصلة"
وكان حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند قد علق عمل المتحدثة باسمه نوبور شارما ردا على التعليقات التي أدلت بها خلال مناظرة تلفزيونية. وقال الحزب في بيان على موقعه على الإنترنت إنه يحترم جميع الأديان "حزب بهاراتيا جاناتا يدين بشدة إهانة أي شخصيات دينية لأي دين"
وتلقت نوبور شارما، تهديدات بالقتل بسبب تصريحاتها، لكنها بالمقابل، كتبت على تويتر أنها قالت بعض الأشياء ردّاً على تعليقات تمّ الإدلاء بها متعلقة بإله هندوسي، لكن "لم تكن هناك نية أبداً لإيذاء المشاعر الدينية لأيّ شخص". وأضافت "إذا كانت كلماتي تسببت في إزعاج أو جرح للمشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فإنني أسحب بياني دون قيد أو شرط"
هذا وأعلن مكتب الحزب أيضا طرد نافين جيندال، وهو متحدث آخر باسم حزب بهاراتيا جاناتا، بسبب تعليقات مسيئة للإسلام أدلى بها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف بيان الحزب "حزب بهاراتيا جاناتا يعارض بشدة أيضا أي فكر يهين أو يحط من قدر أي طائفة أو دين... ولا يروج الحزب لمثل هؤلاء الأشخاص أو لهذه الفلسفة".
أثارت تعليقات شارما شكاوى من عدة دول إسلامية ، بما في ذلك قطر والكويت ومنظمة المؤتمر الإسلامي وباكستان. غالبًا ما تلقي باكستان ،وهي غريم لدود للهند، باللوم على نيودلهي في خلق حالة من الإسلاموفوبيا وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد الهند.
لكن الهند والتي يشكل المسلمون فيها نحو 13% من سكان البلاد البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة، ينص دستورها ويؤكد قادتها أنها لا تفرق أبدا بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو المنطقة الجغرافية.
وتجدر الإشارة إلى أن نقاشات تلفزيونية ساخنة تدور هذه الأيام على القنوات التلفزيونية الهندية حول قضية مسجد جيانفابي في مدينة فاراناسي في ولاية أوتار براديش. إذ يزعم المجتمع الهندوسي أن مسجد جيانفابي يحتوي على عمود حجري يُعتقد أنه رمز للإله الهندوسي شيفا.
وتهيمن التعليقات الدينية على المناقشات التليفزيونية من قبل القادة الدينيين الهندوس والمسلمين على حد سواء، مما يثير بعضهم بعضاً.
ومع ذلك، في أعقاب تعليق نوبور شارما، رحبت حكومات السعودية وقطر والكويت والبحرين بالإجراء الذي اتخذته حكومة الهند وحزب بهاراتيا جاناتا.

ورأى مراقبون أن تحرك نيودلهي السريع ضد هذه العناصر الهامشية يشير إلى صدق الحكومة في القضايا الدينية ذات الطبيعة الحساسة، وربما تحمل بعض المصالح الخاصة لبعض الدول أجندة خبيثة للولايات المتحدة والدول الغربية المتحالفة معها التي ما تزال تحمل على نيودلهي موقفها المحايد بشأن الحرب في أوكرانيا وعدم انجرارها وراء الغرب ضد روسيا، بالإضافة لإصرارها على مواقفها المستقلة مثل استمرار استيرادها النفط من موسكو، ما يطرح تساؤلا حول توقيت هذه الحملة الشعواء ضد الهند خاصة مع تنامي نفوذها العالمي وازياد قوة شراكاتها الدبلوماسية والاقتصادية في الخارج.