من أعماق المحيط إلى القمر والمريخ.. ما لا تعرفه عن إنجازات الهند المذهلة
  • 2022-08-14

في العام 1960 قال جواهر لال نهرو مؤسس الهند الحديثة وأول رئيس حكومة فيها في خطاب شهير إن "العلم وحده هو القادر على حل مشكلات الجوع والفقر ونقص الصرف الصحي والأمية والخرافات والعادات والتقاليد الخاطئة، إن المستقبل للعلم، ولمن يتخذون العلم صاحبا"

عندما ألقى نهرو ذلك الخطاب كانت الهند تكافح للتخلص من لائحة تكاد لا تنتهي من المشاكل, لدرجة كان متوسط العمر المتوقع لا يتعدى 35

لكن وجه الهند اليوم يبدو مختلقاً تماماً, لقد عملت البلاد بكلام نهرو وهي تثبت مع كل فرصة أنها قوة إقليمية صاعدة يحسب لها حساب بفضل اقتصادها المتقدم وقوتها النووية.

تعد الهند أكبر بلد ديمقراطي في العالم, وهي موطن عدد من أكثر حضارات العالم قدما، وتتمتع بتنوع سكاني ولغوي وثقافي واسع جدا.

 

القدرات النووية

 

تفوقت الهند بحصولها على السلاح والتكنولوجيا النووية منذ خمسينات القرن العشرين.

الطاقة النووية هي رابع أكبر مصدر للكهرباء في الهند بعد مصادر الطاقة الحرارية والكهرومائية والمتجددة.

اعتبارًا من عام 2016، تمتلك الهند 22 مفاعلًا نوويًا تعمل في 8 محطات للطاقة النووية، بطاقة إنتاجية تبلغ 6780 ميجاواط، وتنتج ما مجموعه 30.293 ألف جيجاواط ساعة من الكهرباء، في حين أن هناك 6 مفاعلات أخرى قيد الإنشاء، ومن المتوقع أن تولد 4300 ميغاواط إضافية

الهند واحدة من تسع دول فقط حول العالم تملك السلاح النووي لأغراض الحرب. تمتلك الهند ما بين 90 إلى 110 رأس نووي.

كما أطلقت مؤخراً ثالث غواصة صاروخية تعمل بالطاقة النووية لتنضم إلى اسطولها البحري.

 

 

التكنلوجيا:

 

منذ أن تدفقت موجات من الخريجين الهنود إلى وادي السيليكون في شمال ولاية كاليفورنيا الأمريكية في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، حقق الهنود الموهوبون إنجازات كبيرة اخترقت الحدود؛ مما جعل الهنود يحتلون مناصب ذات سلطة في عالم التكنولوجيا ووسائل الإعلام.

تقريبًا كل شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى لديها رواد تكنولوجيا من أصل هندي، في 2014، أصبح ساتيا نادلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ليحل محل ستيف بالمر، الذي دفعه على الفور ليصبح في أعلى المراتب لشركات التكنولوجيا في العالم .

لا يقتصر الأمر على هذا فقط، إذا كنت تعمل بأحد حواسيب نظام ويندوز، فهناك احتمال كبير أنك تستخدم أحد معالجات إنتل الشهيرة المعروفة باسم بانتيوم. الأب الروحي وراء اختراع هذا المعالج هو الهندي الأصل، فينود دهام.

خدمة ويب أخرى رائدة نشأت على يد أحد الهنود، خدمة بريد هوتميل، التي أوجدت من قبل أحد مواهب التكنولوجيا الهندية الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في ثمانينات القرن العشرين، صابر باتيا.

المميز في الأمر أن الأسماء المذكورة هنا لا تمثل حالات استثنائية للهنود الذين نجحوا خارج البلاد، لكنهم مجرد قمم لجيوش كبيرة من الهنود الذي يكتسحون عالم التكنولوجيا بشكل واضح، وهو ما تسبب في تسوُّد عدد منهم قمة عمالقة شركات التكنولوجيا العالمية.

 

في الفضاء

 

الهند تُثبت يوما بعد يوم أنها قادرة على إتيان ما كان البعض يتصور يوما ما أنه مستحيل بالنسبة لأمة بهذه المواصفات الثلاث القاتلة: الفقر، والجهل، والخلافات الطائفية.

إلا أن منظمة أبحاث الفضاء الهندية "إيسرو" (ISRO)، تمكنت من إطلاق مهمتها الواعدة "تشاندريان-2″، والتي تهدف إلى وضع مركبة هندية على سطح القمر لأول مرة في تاريخها، بصناعة وتخطيط وإطلاق هندي خالص، وبذلك تصبح الهند رابع دولة في العالم تهبط إلى القمر، بعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي

"تشاندريان-2" هي الخطوة الثانية في خطة الهند لدراسة القمر عن كثب، المهمة السابقة لها كانت "تشاندريان-1″، وقد تمكّنت بنجاح من الوصول إلى القمر والدوران حوله من أجل دراسة سطحه، تحديدا الجزئية المتعلقة بالماء، كذلك أسقطت المركبة بعض الأجهزة إلى القطب الجنوبي للقمر من أجل إجراء فحوصات سريعة قبيل تحطمها على سطحها، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الإنزال لا يعد وجودا حقيقيا للهند على سطح القمر، فإن نجاح تلك العملية أعطى الضوء الأخضر لـ "تشاندريان-2

وفي العام 2014 تمكّنت الهند، كأول دولة في العالم تنجح عبر محاولة واحدة، من وضع مسبار فضائي ليدور حول المريخ.

أما في العام 2017 فقد نجحت البلاد، عبر المهمة PSLV-C37 في إطلاق 104 قمر صناعي إلى الفضاء دفعة واحدة، كان الرقم القياسي في هذا النوع من النشاطات من نصيب الصاروخ الروسي "دنبر" (Dnepr)، والذي تمكّن من حمل وإطلاق 37 قمرا صناعيا للعمل في الفضاء في رحلة واحدة، بذلك تُضاعف الهند الرقم القياسي العالمي ثلاث مرّات، وتفتح الباب لنقل فضائي أرخص كثيرا من المتعارف عليه، بالتالي ستصبح "إيسرو" قبلة لكل الراغبين في الحصول على أفضل جودة -حيث إن مهامهم تنجح من أول مرة- وأفضل سعر، وما أكثرهم في العالم الرقمي المعاصر.

 

الاقتصاد والزراعة والصناعة                                                                                                                                                

يعتبر اقتصاد الهند هو سادس أكبر اقتصاد في العالم طبقًا لإجمالي الناتج المحلي الاسمي، وثالث أكبر اقتصاد من حيث تعادل القوة الشرائية، ويصنف البلد كبلد صناعي حديث، وأحد الاقتصادات الرئيسة لمجموعة دول العشرين، بمعدل نمو بلغ نحو 7% على مدى العقدين الماضيين.

ولاية ماهاراشترا هي أغنى ولاية هندية، يبلغ إجمالي الناتج المحلي الاسمي لها 330 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعادل تقريبًا إجمالي الناتج المحلي للإمارات العربية المتحدة.

القطاع الزراعي يجذب أكبر يد عاملة في الاقتصاد الهندي، ولكنه يساهم بنصيب منخفض من الناتج المحلي الإجمالي (17% في عام 2014). وتحتل الهند المرتبة الثانية عالميًا في الإنتاج الزراعي.

وحافظ قطاع الصناعة على حصة ثابتة من مساهمته الاقتصادية (26% من الناتج المحلي الإجمالي). صناعة السيارات المتنقلة الهندية هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم، مع إنتاج سنوي يبلغ 21.48 مليون سيارة (معظمها ذات العجلتين والثلاث عجلات). تمتلك الهند 600 مليار دولار من سوق التجزئة ، وهي واحدة من أسرع أسواق التجارة الإلكترونية نموًا في العالم.

والهند أيضًا هي الموطن لثالث أكبر تجمع لأصحاب المليارات في العالم، مع 111 مليارير ، ورابع أكبر عدد من الأسر ذات المستوى العالي جدًا، والتي لديها أكثر من 100 مليون دولار أمريكي.