أكدت الهند خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ "كوب 27" (COP27) الجاري في شرم الشيخ بمصر، على أن البلدان النامية تحتاج "تعزيزا جوهريا" في تمويل المناخ من أرضية 100 مليار دولار أمريكي سنويا للوفاء بأهدافها الطموحة، ويجب على الدول الغنية قيادة عملية جمع الموارد.
المؤتمر الذي يشارك فيه قادة وزعماء وممثلون مما يقرب من 200 دولة، يستهدف توضيح قواعد ميثاق المناخ العالمي الجديد، ويطمح إلى اتخاذ إجراءات بشأن مجموعة من القضايا المناخية، منها: الحد بشكل عاجل من انبعاثات الاحتباس الحراري، وبناء المرونة، والتكيف مع الآثار الحتمية لتغيّر المناخ، والوفاء بالتزامات تمويل العمل المناخيّ من الدول المتقدمة للبلدان النامية.
وافقت الدول الغنية في عام 2009 على المساهمة معا بمئة مليار دولار كل عام بحلول عام 2020 لمساعدة البلدان الفقيرة على تكييف اقتصاداتها وتقليل تأثير ارتفاع منسوب البحار أو العواصف والجفاف الأكثر حدة وتكرارا. وفي عام 2015، وافقت الدول الغنية على تمديد هذا الهدف حتى عام 2025، لكن ذلك لم يتحقق بعد.
تدفع البلدان النامية، بما في ذلك الهند من أجل تكريس مبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة" في اتفاقية كيوتو. وينص هذا المبدأ على أن الدول المتقدمة، التي أنتجت المزيد من الانبعاثات في الماضي أثناء بنائها اقتصاداتها، يجب أن تأخذ زمام المبادرة في مكافحة تغير المناخ. وهذه القضية واحدة من أكثر القضايا الشائكة في محادثات المناخ دائما.
في حوار وزاري رفيع المستوى على هامش مؤتمر المناخ بمصر، سلطت الهند الضوء على أن تفعيل الإجراءات المناخية تتطلب دعما ماليا وتكنولوجيا وبناء القدرات من البلدان المتقدمة.
وأكد الوفد الهندي أن الدول الغنية تساهم بشكل كبير في انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي. كما ذكر أن "الالتزام بقيمة 100 مليار دولار أمريكي في عام 2009 من قبل البلدان المتقدمة ليس فقط مبلغ ضئيل بالنظر إلى جدول الاحتياجات لكنه لم يتحقق أيضا بعد".
وقال وزير البيئة الهندي شيري بوبندر ياداف إن العالم في حاجة لتبني المزيد من المبادرات الخضراء لحماية البيئة وتحقيق فرص اقتصادية خضراء في المنطقة، مشيرًا إلى أن الهند ملتزمة بالعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على أهداف التنمية المستدامة بهدف تعزيز الموارد الخضراء.
وأشار ياداف إلى أن الهند " تتوقع إجراءات من الدول الغنية من حيث ونقل التكنولوجيا وتعزيز قدرة البلدان الفقيرة والنامية للحد من تغير المناخ"
وافقت الوفود المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب27" المنعقد في شرم الشيخ، على إدراج القضية الحساسة المتعلقة بما إذا كان يجب على الدول الغنية تعويض الدول الفقيرة الأكثر تضررا من تبعات تغير المناخ على جدول الأعمال الرسمي لأول مرة.
وعلى مدى أكثر من 10 سنوات ظلت الدول الغنية ترفض إجراء مناقشات رسمية بشأن ما يشار إليه على أنه الخسائر والأضرار أو الأموال التي تمنحها لمساعدة البلدان الفقيرة لمعالجة آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض.