السفارة الهندية في دمشق تنظم حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 74 ليوم الجمهورية الهندية
  • 2023-01-28

أقامت السفارة الهندية في دمشق مساء اليوم حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 74 ليوم الجمهورية الهندية وذلك في فندق داما روز بدمشق.

وأكد القائم بأعمال السفارة الهندية بدمشق ساتندر كومار ياداف في كلمة أن العلاقات الهندية السورية وثيقة للغاية ومبنية على روابط قوية وأخوية بين الشعبين على أساس خلفيات تاريخية متماثلة.

وفيما يلي نص الكلمة :

 

أصحاب السعادة

أيتها السيدات والسادة،

مساء الخير

شكراً لوجودكم هنا للاحتفال بالذكرى 74 ليوم الجمهورية في الهند.

وتحياتي القلبية الحارة لكم في هذه الأمسية.

إنها مناسبة للاحتفال بما هو مشترك بين الهنود، حيث أنه في مثل هذا اليوم من عام 1950، اتخذ هذا الجوهر المقدس للجميع شكلاً رسميًا. فقد تأسست الهند كأكبر جمهورية ديمقراطية، و"نحن الشعب" وضعنا حيز التنفيذ دستورًا يمثل وثيقةً ملهمةً لرؤيتنا الجماعية.

  لقد تم سنّ دستور الهند وتبنيه من قبل الجمعية التأسيسية في يوم 26  تشرين الثاني من عام 1949، ولكن تم تفعيله بعد شهرين في 26 كانون الثاني من عام 1950. وقد تم ذلك من أجل الاحتفال في ذلك اليوم (26 كانون الثاني) في عام 1930 عندما قررت الهند الفوز بالحرية الكاملة.

 إن تنوع وحيوية ديمقراطيتنا موضع تقدير في جميع أنحاء العالم. كما أن روح الوحدة وأن نكون أمة واحدة هو أمر يتم الاحتفال به في كل عام كـ "يوم الجمهورية”. وعلى مدار العامين الماضيين، ربما كانت الاحتفالات عشية هذا اليوم صامتة بسبب الوباء، ولكن الروح قوية كما كانت دائمًا.

وكما كتب مهاتما غاندي في عام 1930، حيث كان قد نصح مواطنيه بكيفية الاحتفال بـ "يوم بورنا سواراج" (Purna Swaraj Day). فقد قال:

"تذكر أنه نظرًا لأننا نرغب في تحقيق غايتنا بالوسائل غير العنيفة والصادقة فقط، فلا يمكننا القيام بذلك إلا من خلال التطهير الذاتي. لذلك يجب أن نخصص اليوم للقيام بهذا العمل البنّاء كما يكمن في قدرتنا على القيام به."

إن نصيحة السيد غاندي خالدة. كان يودّ أن نحتفل بيوم الجمهورية بنفس الطريقة. لقد أراد منا أن ننظر إلى الداخل، ونتأمل أنفسنا ونسعى جاهدين لنصبح بشرًا أفضل، ثم ننظر أيضًا إلى الخارج، ونتعاون مع الآخرين، ونساهم في جعل الهند بلداً أفضل والعالم عالماً أفضل أيضاً.

 كما في الأسرة ، هكذا هو الحال أيضاً في الأمة، حيث يعمل جيل واحد بجد لضمان مستقبل أفضل للجيل القادم. عندما حصلنا على الاستقلال في الهند، غادرنا استغلال الحكم الاستعماري ولكن تركنا في فقر مدقع، ومع ذلك، وفي غضون خمسة وسبعين عامًا، فقد حققنا تقدمًا مثيرًا للإعجاب. هناك فرص جديدة تنتظر الجيل القادم. لقد استفاد شباب الهند من هذه الفرص ووضعوا معايير جديدة للنجاح. نحن على يقين من أنه بهذه الطاقة والثقة وريادة الأعمال، ستستمر الهند في المضي قدمًا على طريق التقدم.

أصحاب السعادة

إنه لمن العدل والموضوعية أن نصرّح اليوم بأننا نبرز بشكل متزايد في الاقتصاد العالمي. فقد ساهمت سياساتنا التجارية، بالإضافة إلى الإصلاحات التي نقوم بها خلال هذه الفترة بإحساس موجه من خلال رؤية اقتصادية واضحة لحكومتنا في أن نصبح إحدى أقوى الوجهات للاستثمار الأجنبي المباشر. وإنه أيضًا لمن الواضح أن التقدم في التكنولوجيا والبنى التحتية الذي حققناه في السنوات القليلة الماضية قد خلق رغبةً أكبر لدى العالم للاستثمار في الهند.

يعتقد العالم أن الهند تبرز كـ "دولة رائدة ومزود حلول ومؤسس للإجماع،" كما تجلى في قمة بالي العام الماضي. لقد خيّم شبح النزاع الروسي الأوكراني بشكل كبير على المداولات في الفترة التي سبقت القمة. لم يكن من الممكن التوصل إلى لغة مقبولة بشأن النزاع في العديد من اجتماعات مجموعة العشرين التي سبقت القمة. كانت الهند قادرة على العمل كجسر بين الأطراف المتعارضة بشأن هذه القضية. في سمرقند، وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، قال رئيس وزرائنا في لقاء مع الرئيس بوتين إن "اليوم ليس عصر حرب،" وإن حل النزاع يجب أن يتم من خلال "الحوار والدبلوماسية.” 

أصحاب السعادة

 لقد تولّت الهند رئاسة مجموعة العشرين (G20) في الشهر الماضي، ونحن نعتزم تنظيم أكثر من مائتي اجتماع لمجموعة العشرين في 55 مدينة مختلفة حول 35 موضوعًا مختلفًا في جميع أنحاء البلاد. سيحصل زوار الهند على التجربة الكاملة لتنوعها وتقاليدها الشاملة وثرائها الثقافي. وقد دعا رئيس الوزراء جميع أعضاء مجموعة العشرين والمنظمات الدولية للمشاركة في هذا الاحتفال الفريد في الهند، "أم الديمقراطية".

كما استضافت الهند مؤخراً القمة الافتراضية لـ "صوت الجنوب العالمي من أجل التنمية التي تتمحور حول الإنسان" في الفترة الواقعة ما بين 12 إلى 13 كانون الثاني 2023. وكان موضوع القمة "وحدة الصوت، وحدة الهدف". جمعت القمة 125 دولة من جنوب الكرة الأرضية لتبادل وجهات نظرها وأولوياتها على منصة مشتركة عبر مجموعة كاملة من القضايا. وقد لاقت القمة، كما يتضح من الأرقام، استجابةً قويةً وإيجابيةً في جميع أنحاء العالم. سيتم دمج نتائج قمة نيودلهي العالمية للجنوب في عملية مجموعة العشرين من قبل الهند، وهي الرئيس الحالي لمجموعة العشرين. وقد شارك في جلسة الطاقة الخاصة بالقمة وزير النفط والثروة المعدنية في سورية، المهندس بسام طعمة.

وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ الذي عُقِدَ في باريس في 30 تشرين الثاني من عام 2015، توصل كل من رئيس الوزراء الهندي السيد ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند إلى فكرة تشكيل تحالف من البلدان الغنية بموارد الطاقة الشمسية للتعاون على معالجة الفجوات المحددة في متطلبات الطاقة من خلال نهج مشترك. وبهذا الاتجاه، فقد تم تشكيل التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) الذي حدد أهدافاً عالية المستوى من أجل الطاقة الشمسية. ونحن سعداء بأن سورية قد انضمت أيضاً للتحالف الدولي للطاقة الشمسية في بداية آب العام الماضي.

 أما بالنسبة لمشروع القرار الذي يؤسس لليوم العالمي لليوغا، فقد تم اقتراحه من قبل الهند وصادقت عليه 175 دولة كرقم قياسي من الأعضاء. "اليوغا هي هدية لا تقدر بثمن من تقاليدنا القديمة، حيث إنها تجسد وحدة العقل والجسد والفكر والعمل. إنها  نهجٌ شاملٌ وقيّم لصحتنا ورفاهيتنا. وقد استفدنا من اليوغا في أوقات جائحة كوفيد عندما ساعدت المليارات على تحقيق التوازن في الحياة وإنقاذهم من الفيروس القاتل.

 لقد اقترحت الهند أيضاً التحرك نحو الحبوب المنسية، وهي ممتنة لتبني قرار بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان عام 2023 على أنه العام الدولي للدخن. أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للتبني بالإجماع لقرار إعلان عام 2023 السنة الدولية لحبوب الدخن، وهو اقتراح رعته الهند وأيدته أكثر من 70 دولة، وإن ذلك يؤكد دعم المجتمع الدولي للاعتراف بأهمية وفوائد هذه الحبوب للنظام الغذائي العالمي.

ولتحقيق أهدافها الداخلية والتزاماتها الخارجية، فقد استثمرت الهند فترة جائحة كوفيد لإجراء إصلاحات اقتصادية طموحة للغاية والتركيز على مبادرة "صُنع في الهند" ( Make in India )، وهو نوع من الاعتماد على الذات. لذلك فهي حقًا تشجع من أجل قدرات أكبر داخل الهند. ومن الواضح أن الهدف هو جعل الهند مركزًا صناعيًا رئيسيًا. نحن نقوم بذلك ليس فقط من أجل آفاقنا الخاصة، حيث أنه من الواضح أن هذا مهم، ولكن أيضًا لأننا نعتقد أنه في حقبة ما بعد كوفيد، سيسعى الاقتصاد العالمي للبحث عن سلاسل توريد أكثر مرونةً وموثوقية.

 كان دور الهند خلال الوباء موضع تقدير. لقد كنا مدركين تماماً لكي نكون جزءاً من المجتمع الدولي، وكانت هذه معركة مشتركة ضد الوباء. هكذا فعلت الهند، في عام 2020 على وجه الخصوص، حيث كنا مصدرين رئيسيين للأدوية. كما ارتقت  صناعة الأدوية لدينا إلى مستوى التحدي، حيث زاد إنتاجها بشكل كبير للغاية، سواء كان ذلك على مستوى "هيدروكسي كلوروكوين" أو "باراسيتامول"، أو أية مواد طبية أخرى. وخلال فترة الوباء، كان لدينا صادرات إلى أكثر من 150 دولة، العديد منها ليس جزءًا من سوقنا التقليدي والعديد منها كان في الواقع في أوروبا. وعندما بدأ إنتاج اللقاح وتوزيعه، كنا أحد المحاور العالمية الكبرى لصنع اللقاحات، وقمنا بتزويد 101 دولة بما في ذلك الأمم المتحدة باللقاحات من أجل استخدامها من قبل قوات حفظ السلام التابعة لها. لذا فإن اعتقاد الهند يتجسد في "العالم أسرة واحدة"، والذي يعد أيضًا بالمناسبة أحد أشكال شعارنا لمجموعة الدول العشرين.

 وقد بدأت نتائج كل ذلك، كما نرى جميعًا، في الظهور. فالهند تتلقى أعلى تدفقات على الاطلاق من الاستثمار الأجنبي المباشر في تاريخها. ففي العام الماضي، تلقينا 81 مليار دولار كاستثمار أجنبي مباشر. كما أصبحت الهند موطنًا لواحدٍ من أكبرِ النظم البيئية للشركات الناشئة في العالم. ولقد توسّعت تجارتنا بشكل كبير للغاية.

تدرك الهند بأننا نعيش في عالم تسوده العولمة، وأن أي شيء يحدث اليوم في أحد أركان العالم سيؤثر حتمًا على كل جزء آخر من العالم. يمكننا أن نرى ذلك بشكل بياني للغاية عندما يتعلق الأمر بنزاع أوكرانيا.

لقد رأينا ذلك في وقت سابق عندما يتعلق الأمر بالوباء. بالنسبة لنا في الهند، فإن المخاوف الرئيسية تتعلق بالطاقة، وذلك على مستوى القدرة على تحمل التكاليف وإمكانية الحصول على الطاقة والحبوب الغذائية والأسمدة. وهذا ليس مصدر قلقنا فقط، حيث أعتقد أنه مصدر قلق أكبر في الجنوب العالمي، ومن المؤكد أن هذه الأمور المثيرة للقلق هي قضايا تنوي الهند توليها بقوة خلال رئاسة مجموعة العشرين التي توليناها في 1 كانون الأول.

أصحاب السعادة

بشكل موجز، فقد تمت صياغة نهج حكومة الهند تجاه شراكة التنمية من خلال نضال الهند من أجل الاستقلال والتضامن مع البلدان المستعمَرة والنامية الأخرى، وأيضاً من خلال القيادة الملهمة للمهاتما غاندي الذي قال "أريد التفكير في العالم بأسره. وطنيتي تشمل خير البشرية بشكل عام. لذلك، فإن خدمتي للهند تشمل خدمة الإنسانية." وعلى الرغم من القيود المفروضة على مواردها الخاصة، فقد كانت الهند تشارك خبراتها التنموية والتقنية مع البلدان الأخرى بروح “العالم  أسرة واحدة” (Vasudhaiva Kutumbakam).

 والهند تجمعها مع سورية علاقات وثيقة للغاية مبنية على روابط قوية وأخوية بين الشعبين على أساس خلفيات تاريخية متماثلة.  وكما كانت دائماً، فإن الهند ستستمر في دعم سورية من أجل حل سياسي يقوده الشعب السوري. إن سورية لها الحق في الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها، وهو أمر ينبغي أن نحترمه وأن نسهّل لسورية الخروج من الأزمة في أقرب وقت ممكن ونعود للعمل كالمعتاد، والهند تأمل أن يحصل ذلك عاجلاً وليس آجلاً.

 شكراً لكم أصحاب السعادة لكونكم جزءاً من هذا الاحتفال.

شكراً لكم!!!