رئاسة الهند لمجموعة العشرين.. تحول هائل في الجغرافيا السياسية للعالم
  • 2023-09-13

في اليوم الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي، قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتسليم مطرقة رئاسة المجموعة للرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وأكد دعمه الكامل للبرازيل، معربا عن ثقته في أن رئاسة البرازيل ستعمل على استكما ل الأهداف المشتركة لمجموعة العشرين.

وستتولى البرازيل رسميا رئاسة مجموعة العشرين في 1 ديسمبر 2023. بالإضافة إلى ذلك، سيتم عقد قمة افتراضية مقترحة لمجموعة العشرين في شهر نوفمبر للاطلاع على المبادرات التي اتخذت خلال رئاسة الهند.

بعد الترحيب بالزعماء العالميين الذين تجمعوا في قمة مجموعة العشرين التي عقدت لأول مرة تحت رئاسة الهند، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن تعازيه الخالصة للشعب المتضرر من زلزال المغرب قبل بدء اليوم الافتتاحي، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي بأكمله يقف مع المغرب في هذا الوقت الصعب، ونحن على استعداد لتقديم كل المساعدة الممكنة"

وأكد رئيس الوزراء على التحول الكبير الذي شهده العالم في القرن الحادي والعشرين، وأن العالم بحاجة إلى اتجاه جديد وأهمية اعتماد نهج يركز على الإنسانية للبحث عن حلول جديدة للمشكلات التي تعود إلى قرون.

يمكن تلخيص رئاسة الهند لمجموعة العشرين في شعار "سابكا سات، سابكا فيكاس، سابكا فيشواس، سابكا براياس" أي دعم الجميع وتنمية الجميع والثقة والجهود المشتركة للجميع. ويمكن أن يكون هذا المبدأ التوجيهي للمشكلة العالمية ونقص الثقة بعد جائحة كوفيد-19، وسيساعد بالتأكيد على جعل العالم مكانًا أفضل

وفي سعيها لتحقيق المسؤوليات بنهج يركز على الإنسانية، أكدت الهند على ضرورة وإمكانية التغلب على نقص الثقة الذي تسببت به الحرب، داعية إلى إعادة النظر في المشكلات القديمة وتطوير حلول جديدة.

وبصفته رئيسا لمجموعة العشرين، دعا رئيس الوزراء مودي العالم بأسره لتحويل نقص الثقة العالمي إلى ثقة واعتماد. سواء كان الانقسام بين الشمال والجنوب، أو المسافة بين الشرق والغرب، أو إدارة الغذاء والوقود، أو الإرهاب، أو الأمن السيبراني، أو الصحة، أو الطاقة، أو أمن المياه، يجب على العالم أن يسعى لإيجاد حلول مشتركة لكل هذه المسائل التي تهم الأجيال القادمة

ومع تركيز معظم دول العالم على الصراع في أوكرانيا، ظلت الهند تركز على تلبية احتياجات العالم النامي في القمة. وكجزء من ذلك، أعلنت الهند عن المبادرة التاريخية لضم الاتحاد الأفريقي الذي يضم 55 دولة إلى العضوية الدائمة لمجموعة العشرين، ودعت رئيس اتحاد جزر القمر ورئيس الاتحاد الأفريقي غزالي عثماني إلى اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى مجموعة العشرين

وباعتبارها رمزا مهما للشمول على المستوى العالمي، تمكنت القمة التي عقدت في أكثر من 200 اجتماع في 60 مدينة في الهند، من التواصل على مستوى الأفراد داخل البلاد وخارجها. وفي اليوم الأول من قمة مجموعة العشرين، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أيضا عن إطلاق التحالف العالمي للوقود الحيوي ودعا قادة العالم الآخرين للانضمام إلى المبادرة.

نظرا لكونه ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، فقد كان التحالف العالمي للوقود الحيوي أولوية رئيسية بالنسبة للهند لأنه سيساعد في تسريع نشر الوقود الحيوي المستدام لدعم تحول الطاقة العالمية وجعل الطاقة النظيفة والشمسية في متناول الجميع.

خلال قمة مجموعة العشرين التي استمرت ثلاثة أيام، أجرى رئيس الوزراء مودي مناقشات ثنائية مختلفة مع مختلف قادة العالم لجعل الكوكب أفضل.

في اليوم الختامي، قاد رئيس الوزراء مودي رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والعديد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية المختلفة إلى حفل تأبين المهاتما غاندي . والأهم من ذلك، أعلن رئيس الوزراء مودي في اليوم قبل الأخير أن دول مجموعة العشرين قد توصلت إلى إجماع مهم حول إعلان نيودلهي لمجموعة العشرين. لقد كان تطوراً كبيراً بالنظر إلى أن إعلان دلهي بدا مستحيلاً لأن الحرب في أوكرانيا ومخاوفها تلوح في الأفق بشكل كبير.