فلسطينيون يروون مأساة البحث عن ذويهم في غزة
  • 2024-01-03

شهر مر على استشهاد 42 فرداً من عائلته، ولم يفقد الشاب إياد غيضان الأمل في البحث عن والدته المسنة التي لا يعرف مصيرها هل هي مع الشهداء أم الأحياء، بعد انقطاع أخبارها إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وتسويته بالأرض.

حال إياد كحال ذوي 7000 مفقود لا يعرف مصيرهم في قطاع غزة، هل هم شهداء تحت ركام أكثر من نصف مليون منزل تعرض للقصف جواً وبراً وبحراً أم بين من اعتقلتهم قوات الاحتلال.

ويروي غيضان لمراسل سانا لحظات الألم والفاجعة التي ألمت به لحظة استشهاد جميع أفراد أسرته “شقيقه الوحيد وأطفاله وشقيقاته وأطفالهن”، قائلاً: كنت خارج المنزل لحظة القصف وتلقيت نبأ استشهادهم من أحد جيراني.. 42 شهيداً بينهم 29 طفلاً أصغرهم ابنة أخي جودي 6 سنوات التي وجدت تحت ركام المنزل، وهي ممسكة بكرسي عله ينجيها من جحيم صواريخ الاحتلال الإسرائيلي التي أحرقتها هي وكل أفراد أسرتها، والدتها ووالدها وإخوتها وأخواتها السبعة.

ويضيف غيضان: لم أشارك في تشييع جثامين أفراد أسرتي لأنني نزحت إلى مدينة رفح جنوب القطاع.. شاهدت ملامحهم عبر وسائل الإعلام فقط.. وجوههم تفحمت وتحولت أجسادهم البريئة إلى أشلاء.

ويؤكد غيضان الذي يقيم داخل مركز إيواء تابع للأونروا في رفح أنه حتى اللحظة لا يعرف مصير والدته هل كانت خارج المنزل لحظة القصف أم استشهدت مع أبنائها وأحفادها إذ لم يعثر المسعفون على جثمانها داخل المنزل الذي سوي بالأرض، مشيراً إلى أن نجاتها هي الأمل الذي يتعلق به.

وعن آخر لحظة تكحلت عيناه برؤية والدته يقول غيضان: احتضنت والدتي قبل خروجي من المنزل وكان قصف الاحتلال عنيفاً على مدينة غزة.. ودعتها وأنا خائف على مصيرها ومصير كل أفراد أسرتي، وقالت لي بنبرة حزن: “دير بالك على حالك يا إياد.. الاحتلال يقصف بلا هوادة ويحرق ويدمر”، أملي الوحيد أن تكون والدتي بين الأحياء.

مأساة غيضان هي ذاتها مأساة كمال عودة من بيت لاهيا شمال القطاع فنجله لا يزال مفقوداً بعد تدمير الاحتلال منزله ولا يعرف مصيره، وخاصة أن الاحتلال ارتكب مجازر عدة في الشمال راح ضحيتها آلاف الشهداء.

ويقول عودة: أحبس أنفاسي كل لحظة وأسأل عن نجلي.. لا أحد يستطيع إخباري بمعلومة تطمئنني عنه، هل هو بين الشهداء أم مع من اعتقلتهم قوات الاحتلال أم مع الناجين.. قلبي ينفطر عليه.. منذ شهر ونصف فقدت الاتصال به.. لا أستطيع التوجه إلى بيت لاهيا للبحث عنه فالاحتلال قطع أوصال القطاع ولا يسمح لأحد بالتنقل أو تفقد مناطقهم.. أتعلق بأمل أن أجد نجلي إبراهيم بين الأحياء حينها ستعود الروح إلى جسدي.

من جانبه يشير محمد شبات من بيت حانون شمال القطاع إلى أن هناك أكثر من 700 مفقود في المدينة وأن الأهالي يخاطرون بأرواحهم بالعودة إليها للبحث عن فلذات أكبادهم، حيث تستهدفهم قوات الاحتلال بالرصاص، مبيناً أنه تمكن من الوصول إلى بيت حانون ووجدها أكواما من الركام لا يمكن التمييز بين طرقها ولا شوارعها.

وقال شبات: استشهد في بيت حانون وحدها خلال الأيام القليلة الماضية 10 من أبناء المدينة الذين كانوا في رحلة بحث عن أفراد عائلاتهم.. الاحتلال يواصل ارتكاب الفظائع والجرائم في القطاع، ولا يزال المجتمع الدولي صامتاً عنها بل شريكاً مباشراً فيها.