أكد وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون أن سورية تضطلع بدور فعال في مجال مكافحة ترويج وتهريب المخدرات، مشدداً على أهمية التعاون بين دول المنطقة في ظل انتشار الجماعات الإرهابية على الحدود وتنفيذها عمليات تهريب للمخدرات والاتجار بها كإحدى أدوات التمويل لها.
وقال اللواء الرحمون في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات: “إن سورية وانطلاقاً من مسؤوليتها القومية والوطنية والإنسانية، كانت ولا تزال تقوم بدور مهم وبارز في دعم جهود المجتمع الدولي لمكافحة الجريمة عموماً وجريمة الاتجار بالمخدرات خصوصاً، وهي ملتزمة بكل ما يفرضه التعاون المثمر مع الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة آفة المخدرات”، لافتاً إلى أن مشاركة سورية في هذا المؤتمر تشكل تأكيداً على التزامها الفعال في مواجهة هذه الآفة الخطيرة والهدامة على صعيد الفرد والمجتمع.
وعرض وزير الداخلية عدداً من نتائج جهود التعاون والتنسيق مع دول الجوار وخاصة العراق والأردن بعد مؤتمر بغداد الدولي الأول العام الماضي والاجتماع الرباعي في عمان في شباط من العام الجاري والتي أسفرت خلال الشهرين الماضيين عن إلقاء القبض على بعض أفراد الشبكات العاملة في مجال تهريب المواد المخدرة والاتجار بها وإجراء التحقيقات المشتركة وتبادل المعلومات بشأنها.
وأعرب الوزير الرحمون عن أمل وسعي سورية بأن يصبح التعاون والتنسيق على مستوى دول المنطقة كلها، ولا سيما أن القناعة والإرادة موجودتان لدى الجميع، فالمسار الطبيعي هو التعاون وتعزيز التنسيق.
ولفت اللواء الرحمون إلى أن جهود المكافحة العملياتية المبذولة القائمة في سورية تستند لنهج تشريعي متشدد حيال جرائم الاتجار غير المشروع بالمواد المخدرة ومهربيها ومروجيها، وتشكل نهجاً إنسانياً حيال المتعاطين بوصفهم مرضى بحاجة للمساعدة والعلاج.
وقال اللواء الرحمون: إن وزارة الداخلية السورية أولت وحدات المكافحة اهتماماً وعناية فائقين فوفرت لها البنية التحتية ضمن الإمكانيات المتوفرة والمتاحة ورغم تأثر هذه الجهود سلباً بسبب الحرب والحصار الجائر المفروضين على سورية من جهة، وعدم توفر الدعم الفني والتقني اللازم لتنفيذها من جهة أخرى، إلا أن هذه الجهود أثمرت عن إحباط العديد من عمليات تهريب المواد المخدرة وإلقاء القبض على أعضاء الشبكات العاملة بها ومصادرة ما بحوزتهم من المواد المخدرة.
وشدد الرحمون على أن الغالبية العظمى من الكميات الكبيرة المضبوطة تم ضبطها في مناطق حدودية ضمن مخابئ سرية ومعدة للشحن عبر الأراضي السورية كما أن هذه الجهود لا تقتصر على وحدات مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية بل تتصدى لهذه الظاهرة جهات مختصة أخرى ولا سيما حرس الحدود وقد تمكنت أيضاً من إحباط العديد من محاولات التهريب عبر الحدود وإلقاء القبض على أفراد تلك العصابات.
وجدد الرحمون التأكيد على التزام سورية الفعال وتعاونها في مواجهة جرائم تهريب المخدرات وانفتاحها على التنسيق والتعاون مع الجميع في سبيل ذلك وتبادل المعلومات والخبرات والمساعدة القانونية والتقنية لمكافحة هذه الآفة ومنع انتشارها.
وانطلقت في وقت سابق اليوم أعمال مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات بمشاركة وزراء داخلية دول جوار العراق.