بهدف تشجيع أصحاب الإبداع على الاستمرار بإبداعهم، ليرتقي بهم الفكر والمجتمع في مجالات المعرفة على اختلافها، كرمت وزارة الثقافة الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2023 في مبنى الوزارة بدمشق.
وقلدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح الميداليات التذكارية لكل من المبدعين.. في مجال الآداب للشاعر بيان الصفدي، وفي مجال الفنون للفنانة نادين خوري، وفي مجال النقد والدراسات والترجمة للدكتور خلف الجراد.
وبينت وزيرة الثقافة في تصريح للصحفيين أن الجائزة تقدير للمفكرين والأدباء والباحثين، وتشجيع لهم على الاستمرار في إبداعاتهم، موضحة أنه رغم ما تعرضت له سورية من ظروف استثنائية، ولا سيما بعد الحرب الإرهابية التي شنت عليها، إلا أنها مصممة على الاستمرار في دعم الفكر والإبداع.
وأوضحت الدكتورة مشوح أنه تم هذا العام منح الجائزة الأدبية لكاتب يكتب للطفل، باعتبار أن الطفولة واليافعة والشباب هم عتاد المستقبل، لافتة إلى أن الوزارة بخططها الاستراتيجية تولي عناية فائقة لهذه الشريحة العمرية التي هي أملنا في حمل الراية وتحصين الوطن وبنائه مستقبلاً.
وبين الشاعر الصفدي أن لديه رحلة طويلة مع الشعر وأدب الأطفال بشكل خاص، ونال العديد من الجوائز إلا أن الجائزة التي حصل عليها من بلده لها نكهة خاصة، معتبراً أن هذا التكريم هو بمثابة الاعتراف بالمجهود الفكري والأدبي الذي يقدمه المبدع في أي مجال كان.
والأديب والشاعر بيان الصفدي من مواليد قرية الغارية بمحافظة السويداء عام 1956، يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها، وشغل مواقع ثقافية في إدارة وتحرير مجلات وصحف عربية عدة، وله أعمال منشورة وملحنة في أكثر من وسيلة مقروءة ومرئية ومسموعة، ولديه عشرات الإصدارات للصغار والكبار في الشعر والقصة والمسرح والبحث والنقد الأدبي.
من جانبها عبرت الفنانة نادين خوري عن سعادتها بهذه الجائزة، وبأنها الجائزة الأغلى على قلبها، رغم حصولها على العديد من الجوائز في عدة دول عربية، باعتبارها تحمّلها الكثير من العمل والاجتهاد لبداية مشوار جديد مليء بالمسؤولية والخوف في انتقاء أدوارها الجديدة فيما بعد.
والفنانة خوري دخلت عالم الفن من بوابة السينما، فبداية مشوارها كانت من خلال مشاركتها في ثلاثة أعمال مع المؤسسة العامة للسينما وهي “حبيبتي يا حب التوت” و”قتل عن طريق التسلسل” و”القلعة الخامسة”، لتنتقل بعدها إلى التلفزيون ويكون أول عمل لها من خلال مسلسل حارة الصيادين.
بدوره بين الدكتور الجراد أن هذه الجائزة هي بمثابة نقطة تحول في حياة أي مبدع، باعتبارها تشكل دافعا للمزيد من العطاء والابداع والتألق، لافتاً إلى أن المبدعين يعتبرون أنفسهم في خندق الثقافة والمواجهة الإبداعية، لأن المستهدف اليوم هو الثقافة بأشكالها المختلفة لتغييب العقل والفكر.
والدكتور خلف الجراد باحث وكاتب وإعلامي من مواليد الحسكة 1950، حائز دكتوراه في العلوم الفلسفية عام 1980 من جامعة لينينغراد الحكومية في الاتحاد السوفييتي السابق، وعمل باحثاً متفرغاً في مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية بجامعة دمشق، ورئيساً لتحرير صحيفة تشرين، ومديراً عاماً لمؤسسة الوحدة، وسفيراً للجمهورية العربية السورية لدى جمهورية الصين الشعبية، وصدر له إلى الآن 19 كتاباً، ما بين تأليف وترجمة، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب.
يشار إلى أن “جائزة الدولة التقديرية” أطلقت عام 2012 في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين، تقديراً لعطائهم الإبداعي والفكري والفني، حيث نالتها على مدى 10 أعوام 30 شخصية فكرية وفنية وأدبية سورية.