“مجازر لا تتوقف، وتدمير شامل للأحياء السكنية والبنية التحتية في مخيمات وسط قطاع غزة.. لا أحد يستطيع الحركة لانتشال جثامين الشهداء وإنقاذ مئات الجرحى.. الآلاف معظمهم نساء وأطفال تحاصرهم دبابات الاحتلال”.. هكذا يصف يوسف أبوعريبان المشهد الدامي في مخيمات البريج والمغازي والنصيرات وسط القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 116.
ويقول أبو عريبان لمراسل سانا: طائرات ومدفعية الاحتلال قصفت العديد من المنازل وتجمعات النازحين، فيما تحاصر قواته الأحياء الشرقية والشمالية من مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين خلال الساعات الماضية، لافتاً إلى أن أهالي مخيمات وسط القطاع يعانون من الجوع والعطش، مع مواصلة الحصار ومنع الاحتلال تدفق إمدادات الغذاء وحليب الأطفال والدواء إلى القطاع.
محمد أبو هميسة النازح من مخيم البريج يشير إلى أن الاحتلال دمر جميع الأحياء الشرقية والشمالية والجنوبية من مخيم البريج، الذي تحول إلى منطقة منكوبة لا يمكن التعرف على معالمها، فضلاً عن تدمير البنية التحتية ومنع النازحين من العودة إلى منازلهم جراء القصف المتواصل.
محمد الشمالي طبيب في مستشفى العودة بمخيم النصيرات يوضح أن الوضع الصحي داخل مخيمات وسط القطاع كارثي، فالأدوية نفدت وخاصة التخدير من جميع المستشفيات، مبيناً أن الأطقم الطبية لم تعد قادرة على تقديم خدماتها للجرحى والمرضى في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، كما أن الجرحى والمرضى يعالجون في خيام وسط البرد والأمطار والرياح، ما يفاقم معاناتهم.
محمد القدرة من مدينة غزة لفت إلى أن الاحتلال يواصل سياسة القتل والتدمير والتهجير، ويقوم حالياً بتكرار ما ارتكبه من مجازر في أحياء المدينة، من خلال قصف مدارس إيواء النازحين والمنكوبين التابعة لوكالة الأونروا، والاعتداء عليهم وإجبارهم على مغادرتها تحت القصف باتجاه وسط القطاع الذي حول الاحتلال مخيماته إلى مصائد موت للفلسطينيين.
ويواصل الاحتلال عزل مخيمات وسط القطاع عن محيطها، وحول أحياء وأزقة مخيم المغازي إلى كومة من الركام لا تزال تحتها جثامين عشرات الشهداء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية التي تؤكد أيضاً أن الاحتلال يستمر بجرائمه داخل المخيم ويمنع سيارات الإسعاف من دخوله، على الرغم من وصول مناشدات بشكل مستمر بوجود جرحى ومرضى بحاجة إلى نقلهم إلى المستشفيات.