أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 200 موقع تاريخي، وسرق كميات كبيرة من اللقى الأثرية خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مشددة على أنه لا يتوقف عن استهداف كل شيء في القطاع من البشر والحجر والشجر، ما يستدعي تحرك المجتمع الدولي لوقف الحرب.
ونقلت وكالة وفا عن وزارة الثقافة قولها اليوم في تقرير عن أضرار القطاع الثقافي جراء عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع: إن 44 كاتباً وفناناً وناشطاً في حقل الثقافة استشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب إلى جانب تضرر 32 مؤسسة ومركزاً ومسرحاً، إما بشكل جزئي أو كامل، و12 متحفاً و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية و9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع.
وبينت الوزارة أن الاحتلال هدم 200 مبنى تاريخي يقع أغلبها في مدينة غزة بشكل جزئي أو كامل، إضافة إلى إلحاقه الضرر بـ 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكل جزءاً من ذاكرة القطاع، لافتة إلى أن قوات الاحتلال قامت بسرقة كميات كبيرة من المقتنيات الفنية والتراثية واللقى الأثرية.
وأوضح وزير الثقافة عاطف أبو سيف أن حرب الاحتلال على التراث والتاريخ جزء من استهدافه لوجود الشعب الفلسطيني، واستكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ 76 عاماً، حيث يواصل استهداف المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية والمؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة وجامعات ومدارس وجداريات فنية وكتب، فضلاً عن اغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين.
ولفت أبو سيف إلى أن طيران الاحتلال وبوارجه ودباباته وجنوده دمروا المدن والبلدات والمخيمات، وقتلوا الأبرياء، وسرقوا آثار وتراث الشعب الفلسطيني، وسط صمت العالم وتخاذل بعض قواه الكبرى، مؤكداً أن صمت المنظمات الدولية المنوط بها حماية المواقع الأثرية ليس فقط خيانة لمنجز الشعب الفلسطيني الحضاري، بل هو تواطؤ في تدمير جزء مهم من ذاكرة العالم أغنى الوعي الحضاري للإنسانية.