“جميع أفراد أسرتي ارتقوا شهداء بقصف الاحتلال الإسرائيلي منزلنا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الأربعاء الماضي وهم نيام.. من بين الشهداء والدتي وزوجتا شقيقي حسام وكمال وأطفالهما الستة”، بهذه الكلمات يصف محمد البراوي مأساته وهي واحدة من بين عشرات آلاف المآسي التي حلت بالشعب الفلسطيني في القطاع جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ141.
ويقول البراوي لمراسل سانا: “كنت أتحدث إليهم يومياً.. أسمع صوتهم.. لكنني لم أعلم أنني أودعهم.. كانوا يقولون لي: نحن جائعون.. لا يوجد طعام ونأكل الأعشاب البرية لسد رمقنا.. هذا آخر ما سمعته منهم قبل لحظات من استشهادهم”.
ويضيف: قتلهم الاحتلال بدم بارد بعدما جوعهم لأسابيع طويلة كما آلاف العائلات التي يقتلها الآن الجوع والعطش.. المجتمع الدولي ودعاة الديمقراطية ينظرون إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً ثم تحرقهم الصواريخ والقذائف الإسرائيلية ويموتون وهم جياع.
ويكمل البراوي حديثه بأن زوجة شقيقه حسام استشهدت قبل أيام قليلة من موعد ولادتها حيث كانت تنتظر ذلك بفارغ الصبر لكن بكثير من الخوف، إذ كانت تخشى الموت أثناء الولادة في المنزل بعد أن أخرج عدوان الاحتلال مستشفيات شمال القطاع من الخدمة.
أما حسين سعدات من مدينة بيت حانون شمال القطاع فله حكاية وفاجعة أخرى يرويها قائلاً: “استشهد والدي وشقيقاي بعد أن حاولوا الوصول إلى منزلنا جنوب المدينة للبحث عما تبقى من طعام لسد جوعنا بعد أربعة أشهر على نزوحنا إلى مخيم جباليا.. طائرات الاحتلال حولت جسادهم إلى أشلاء ومنزلنا إلى ركام.. بيت حانون كلها أصبحت كومة من الركام”.
إبراهيم أبو غزال من أهالي قرية أم النصر شمال القطاع يؤكد أن الاحتلال نشر الموت والخراب في كل مكان، وأن العشرات من أهالي قريته استشهدوا أو فقدوا ولا أحد يعرف مصيرهم، مبينا أن مئات المرضى والجرحى فارقوا الحياة بسبب الجوع وعدم توفر علاج لهم بعد أن دمر الاحتلال معظم مستشفيات شمال قطاع غزة.
ويستمر الاحتلال الإسرائيلي بتشديد حصاره على شمال قطاع غزة ويمنع إدخال الاحتياجات الإنسانية الملحة والمواد الغذائية الأساسية والطبية للأهالي، مايهدد حياة أكثر من 700 ألف فلسطيني في الشمال بسبب التجويع والتعطيش أو القصف في ظل صمت دولي مريب أمام هذه المجازر المروعة.