احتفلت السفارة الهندية مساء اليوم بذكرى إطلاق برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي “آيتك” وذلك في فندق داما روز بدمشق.
ولفت سفير جمهورية الهند لدى سورية إرشاد أحمد في كلمة إلى أن البرنامج ساهم بتشجيع العلاقات بين الشعبين السوري والهندي والتبادل الثقافي بين البلدين، ويعكس الفلسفة الهندية العريقة التي تؤكد على اكتساب المعرفة ومشاركتها بذات الوقت.
وأوضح السفير أحمد أنه تم إطلاق البرنامج في عام 1964 وأصبح اليوم عنصراً مهماً في التعاون الإنمائي للهند، ومنذ انطلاقته استفاد منه ما يزيد على 200 ألف موظف من أكثر من 160 دولة، كما تقدم الهند نحو 14 ألف منحة تدريبية لدورات قصيرة ومتوسطة الأجل في أكثر من 100 مؤسسة رائدة في الهند، وعلى مر السنين تلقى البرنامج توجهاً بالغاً في سورية حيث التحق مئات الطلاب السوريين بهذه الدورات إضافة إلى ذلك فقد ساهم في تشجيع العلاقات بين الشعبين والتبادل الثقافي بين البلدين.
ولفت السفير الهندي إلى أنه تم تخصيص 90 منحة تدريبية لسورية خلال عامي 2023-2024 داعياً الأقسام التدريبية والمسؤولين في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى الاستغلال الكامل للدورات التدريبية التي يقدمها البرنامج والتشارك مع الهند من أجل النمو والتطوير معرباً عن ثقته بأن البرامج التدريبية سوف تزداد أهميتها وفائدتها مستقبلاً للمشاركين وستساعد على تعزيز العلاقات الثنائية.
مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى نوه بالأسس والثوابت التي ربطت الهند وسورية لعقود طويلة من الزمن فمنذ قيام هاتين الدولتين والقادة المؤسسين الأوائل للهند كانت تربطهم علاقات مميزة مع سورية امتدت حتى العصر الحاضر معرباً عن تقدير سورية لموقف الهند الداعم لها خلال سنوات الحرب.
ولفت الدكتور مصطفى إلى أن عشرات الشخصيات السورية اللامعة من ذوي الاختصاص استفادوا من برنامج “آيتك” وعادوا إلى سورية وساهموا في نهضة وتطوير بلدهم في المجالات التقنية واختصاصاتهم المختلفة مشيراً إلى أن الكثير من دول العالم النامي ينظر إلى الهند كمثال يحتذى؛ دولة تمكنت من كسر حواجز الفقر والتخلف الناجم عن استعمار بريطاني طويل المدى وخطّت لنفسها طريقاً عظيماً جداً في النجاح والتقدم والازدهار ولا سيما في قطاعات تقانات المعلومات وهندسة البرمجيات إضافة إلى صناعة الأفلام الهندية الطاغية عبر العالم.
وقدم عدد من المستفيدين من البرنامج مداخلات حول الفائدة والخبرات التي اكتسبوها، كلٌ في مجاله حيث لفتت عميدة المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الدكتورة غادة بلال إلى أن البرنامج دعمها من الناحية العلمية كأستاذة جامعية وكعميدة للمعهد حيث استطاعت من خلاله أن تنشر أربع مقالات علمية بمجلات دورية وتنقلها لطلابها وتدعمهم في موضوع النشر والتغيرات المناخية.
بدوره مدير التطوير التقاني في وزارة الاتصالات والتقانة الدكتور أنس ذهبية أوضح أنه تعلم في الهند “الحوسبة الكمومية” وهي علم حديث جداً سيأتي بعد ثورة الذكاء الاصطناعي بينما لفت الدكتور أحمد خير بيك رئيس قسم الكفالات المصرفية في المصرف التجاري السوري إلى أن تجربته كانت زاخرة بالخبرات العلمية والعملية حيث اطلع على أساليب مختلفة في حل مشاكل العمل ووضع الحلول المناسبة لها إضافة إلى الاطلاع على التجارب الهندية وكيف وصلت إلى مراحل تطور مرتفعة وهذا ما لمسه من خلال المحاضرات والجولات العلمية.
ولفتت هنا عرب مدربة يوغا إلى أن برنامج “آيتك” فتح أمامها آفاقاً جديدة في مجال اليوغا، هذه الثقافة التي تعتبر هدية من الهند إلى العالم لأن اليوغا ليست فقط رياضة جسد بل هي نمط حياة تهدف لتحقيق الصحة والسلامة للإنسان.
وأشارت أميرة حداد صيدلانية بمخابر الرقابة والبحوث الدوائية في وزارة الصحة إلى أنها شاركت بدورة حول الأنظمة التحليلية في المجال الصيدلاني وأنها التقت العديد من الخبراء المتميزين في هذا المجال واكتسبت معارف جديدة.
حضر الحفل وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم والاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب وعضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندسة هدى الحمصي ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور فادي سلطي الخليل وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي حسام السمان وعدد من مديري الإدارات في وزارة الخارجية والمغتربين والمتدربين المستفيدين.