نظم المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين اليوم ندوة حوارية بعنوان “مستقبل المنطقة”، وذلك في مدرج الوزارة.
وأوضح الكاتب الأسترالي الدكتور تيم أندرسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني في كلمته أنه من خلال مراجعة ما جرى خلال السنوات الماضية والحروب الأمريكية المتعددة من أجل “شرق أوسط جديد” ويقظة الشعوب في المنطقة لخطورته وظهور المقاومة نجد جبهة داعمة فعالة وذكية قادرة على تغيير المعادلات، واستنباط إستراتيجيات مواجهة جديدة قد يعترف ببعضه الكيان الإسرائيلي إلا أنه غير قادر على إضعافها أو التقليل من نطاقها.
وبين أندرسون أنه من الأمور الحاسمة لإعادة هيكلة نظام عالمي متعدد الأقطاب إيجاد بدائل لنظام سويفت-دولار قابلة للتطبيق، مؤكداً أهمية التضامن وبناء تحالفات بين الدول ذات السيادة في المنطقة والاستفادة من هذا التغير العالمي الذي يجرى الآن ومن العلاقات التي تجمع دول المنطقة لبناء أمن دولها ومستقبلها الاقتصادي.
بدوره الباحث والأستاذ الجامعي الإيراني محمد مرندي، أشار إلى أن العالم يتغير لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ما يعطي مزيداً من القوة وخيارات أكثر لدول عدة في المنطقة منها سورية وإيران، وفي الوقت نفسه بدأ الكيان الصهيوني يضعف حيث لم يحقق أهدافه في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين خلال أكثر من ستة أشهر، واهتزت صورته أمام العالم أجمع، وظهر ككيان وحشي وكشف وجه الغرب الداعم لهذا الكيان على حقيقته الاستبدادية المناوئة لحقوق الإنسان.
وأكد مرندي أنه رغم المعاناة والمشقة التي تمر بها المنطقة للمرة الأولى بات واضحاً أن سورية وإيران ودول محور المقاومة ستكون على الطريق الصحيح.
من جانبها أشارت الأستاذة الجامعية اللبنانية مروة عثمان إلى أن ما يحصل اليوم هو محاولة تقسيم الخريطة السورية من أجل سرقة الموارد لجعل الشعوب رهينة وتحت سيطرة الغرب وشركاته، مبينة أن ما يمر به العالم من حروب وأزمات وأخطرها الحرب الاقتصادية ومنها العقوبات والإجراءات أحادية الجانب انعكس إيجاباً على ظهور نهضة فكرية وعلمية وسياسية وأمنية في المنطقة.
وتركزت مداخلات الحضور حول مستقبل المقاومة ومواجهة المخططات الاستعمارية والهيمنة الغربية وفي مقدمتها الصهيونية في فلسطين المحتلة.
وفي تصريح للصحفيين، أشار الدكتور عماد مصطفى مدير المعهد إلى أن الغرب يحاول إعادة رسم مستقبل وخارطة هذه المنطقة، ولكن نحن لدينا فكرنا المقاوم ومشروعنا الوطني والقومي ومنظورنا لمستقبل منطقتنا.
حضر الندوة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، وبسام صباغ نائب وزير الخارجية والمغتربين، وعدد من مديري الإدارات في وزارة الخارجية، وبعض السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية، وعدد من الدبلوماسيين.