أكد البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن الجامعات هي اللبنة الأولى في تكوين الإنسان وبناء الحضارة، لدورها الكبير في بناء المجتمع وصناعة الأجيال وزرع القيم الإنسانية.
وفي لقاء حواري بالنادي السينمائي في جامعة تشرين اليوم، شدد غبطة البطريرك على أهمية العملية التربوية ودور الجامعة المحوري في البناء والثقافة والحضارة المعمدة دائماً بقيم الخير والأخلاق، والبعيدة عن غرور الإنسان وكبرياء البشرية التي تستخدم التكنولوجيا من أجل تدمير الشعوب وبث الشرور، وليس من أجل خير الإنسان وخدمة حياته.
ولفت البطريرك يوحنا إلى أن كنيسة أنطاكية أسست مدارس تابعة لها في المحافظات السورية، كمدارس الآسية بدمشق، والغسانية في حمص، والكلية الوطنية باللاذقية، التي خرجت الطلاب من كل أطياف الشعب السوري، مشيراً إلى ما تقدمه جامعة تشرين من برامج تعليمية وبحثية تخدم المجتمع والوطن.
وبين البطريرك يوحنا العاشر أن مدينة اللاذقية عرفت المسيحية منذ القرون الأولى، وآثارها وتاريخها وكنائسها تشهد على ذلك، كمغارة كنيسة مارتقلا ودير الفاروس أو تلة الفاروس وإنجيل الفاروس وكنيستي السيدة ومارنقولا وعمود السنغلاست أي القديس أليكسي، إضافة إلى حي السكنتوري المشتق من كلمة سان كاترينا أي القديسة كاترينا.
كما استعرض غبطة البطريرك دور الكنيسة في مجتمعها ومحيطها من الناحيتين الوطنية والسياسية، لافتاً إلى أن الكنيسة عرفت في العصر الحديث أعلاماً كباراً مثل ملاديوس الثاني الدوماني الذي كان مطراناً على اللاذقية ومن ثم بطريركاً لها، والبطريرك غريغوريوس الرابع حداد، ولقب ببطريرك الرحمة وأبو الفقراء.
من جهته رئيس جامعة تشرين، الدكتور بسام حسن نوه بزيارة البطريرك يوحنا إلى الجامعة، وأنه كان من أوائل طلبتها، ودرس مع زملائه في الدفعة الأولى لكلية الهندسة المدنية، عارضاً لمسيرة تطور الجامعة وتوسعها، ولافتاً إلى أنه كان للجامعة رؤية لوجوب التميز وطنياً وإقليمياً بجودة التعليم كمنصة معرفية مجتمعية متجددة، تساهم في تطور المعرفة وتدعم عملية التنمية المستدامة.