يتواصل موسم قطاف الكرز في الجولان السوري المحتل وسط صعوبات متزايدة، جراء تضييق الاحتلال الإسرائيلي على المزارعين، عبر فرضه تكاليف باهظة لري أراضيهم، ووضعه العراقيل أمام تسويق محصولهم خارج الجولان، لحرمانهم من مصدر رزقهم في محاولة للنيل من صمودهم وتشبثهم بأرضهم.
ويهدف الاحتلال من ممارساته التعسفية بحق أهالي الجولان إلى تهجيرهم، وإكمال مخططه الاستيطاني المتمثل بإقامة توربينات هوائية على أراضيهم، بذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، في حين أن هدفه الحقيقي الاستيلاء على هذه الأراضي.
وتعد زراعة بساتين التفاح والكرز رمزاً لصمود أهالي الجولان في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة التي أصبحت تفوق ما تنتجه وخاصة الكرز، لكن رغم معاناة الأهالي إلا أنهم يؤكدون أن ممارسات الاحتلال لن تزيدهم إلا تمسكاً بكل ذرة تراب من أرضهم وبتفاحهم وكرزهم المميزين بالجودة وحلاوة الطعم، ونكهة الصمود والتضحية.
وفي تصريح لمراسل سانا، أوضح المزارع فارس عويدات أن غراس الكرز تنتشر على مساحة تقدر بـ 5 آلاف دونم من قرى الجولان المحتل، وأن هذا العام كان الأصعب على مزارعي الجولان، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمنع وصول آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 إلى الجولان السوري لاقتناء كرزه كما كل عام دعماً لأهله الصامدين، في ظل مواصلة الاحتلال إغلاق معبر القنيطرة مع الوطن منذ نحو 10 أعوام.
بدوره قال المزارع يوسف شمس: تكاليف زراعة الكرز من مبيدات وماء وتقليم كانت باهظة هذا العام، وعلاوة على ذلك تسببت درجة الحرارة العالية بضرر كبير للمزارعين الذين ينتظرون الموسم كل عام، حيث أصبحت الثمار غير صالحة للبيع في مناطق عدة بالجولان، مؤكداً أنه رغم الخسائر الكبيرة إلا أن تمسك أهالي الجولان بأرضهم وأشجار تفاحهم وكرزهم ثابت، ولا يمكن أن يساوموا عليها أو التفريط بها مهما بلغت التضحيات ومهما كانت الخسائر كبيرة.
وتواجه بساتين الكرز في الجولان المحتل مخاطر استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 4 آلاف دونم منها، لإقامة توربينات هوائية تعد من أخطر مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان السوري المحتل.
ويواصل الاحتلال منذ الـ 27 من آب عام 2014 إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل أهالي الجولان مع وطنهم سورية وزيارة أهلهم، بعد أن فرقهم الاحتلال منذ عام 1967، وهو يمنع استجرار ثمار الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن، رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح وتشغيل المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.