أجمع عدد من الطلاب الأوائل في محافظة اللاذقية أن التفوق في الشهادة الثانوية ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة مليئة بالفرص وأن النجاح ليس هدفاً بحد ذاته بل وسيلة لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية والمساهمة في بناء الوطن.
وبين الطالب علي ديب ابن الشهيد العقيد لؤي ديب من ثانوية الشهيد الكميت بليدي للمتفوقين الحاصل على العلامة التامة الفرع العلمي 2900-2900 في تصريح لـ سانا أن التخطيط والتنظيم والالتزام والتحفيز الشخصي من أهم العوامل التي مكنته من تحقيق هذا الإنجاز، إضافة إلى دراسة المنهاج المدرسي بالكامل والتركيز مع المدرس أثناء الشرح وتدوين المعلومات المهمة وعدم مراكمة الدروس والتحضير الجيد للامتحان والتدريب على حل الاختبارات السابقة، مضيفاً: إنه كان يجد في هوايته الرسم ملاذه المفضل لتفريغ الطاقة السلبية والشعور بالتجدد واستعادة التركيز والعودة للدراسة بحيوية وزخم أكبر.
وأهدى ديب تفوقه لروح والده الشهيد الذي كان حاضراً دائماً في قلبه وعقله يمدّه بالقوة ويمنحه حافزاً للاجتهاد، وكذلك إلى والدته التي لم تدخر جهداً لتوفير ما يلزمه فكانت الأم والأب وخير سند له في سعيه للوصول إلى غايته.
السيدة روضة أعربت عن فخرها واعتزازها بنتيجة نجلها علي، مبينة أن استشهاد زوجها ألقى عليها مسؤولية مضاعفة وأعباء صعبة للحفاظ على تماسك أسرتها والتحلي بالقوة للتعايش مع الواقع ومواصلة الحياة بعد غياب عماد أسرتهم.
بدورها، أوضحت الطالبة نور عيسى من ثانوية الشهيد علي خضور الحاصلة على العلامة التامة 2900-2900 في الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي أنه رغم الظروف الصعبة التي واجهتها خلال دراستها إلا أنها لم تثنها عن المضي قدماً للوصول إلى هدفها الذي وضعته نصب عينيها وتحقيق حلم الطفولة في الالتحاق بكلية الطب البشري، مبينة أن النجاح يعتمد بشكل أساسي على الطالب بحد ذاته فهو الأقدر على تحديد أولويات الدراسة وتنظيم الوقت ولا يمكن أن نغفل دعم الأهل.
الطالبة زينة دوبا التي نالت المركز الأول في الفرع الأدبي على مستوى المحافظة بمجموع 2539 بينت أن حلمها بأن تصبح محامية كان دافعاً وملهماً لها لتحقيق تفوقها، فيما لفتت والدتها السيدة رزان إلى دور الأهل لناحية المتابعة المستمرة وتقديم النصح والدعم النفسي وتعزيز الثقة بالنفس والتخفيف من حالة الضغط والتوتر وتهيئة الأجواء المناسبة للدراسة.
الطالبة نغم انجرو حققت مجموع 2523 في الفرع الأدبي بصفة دراسة حرة بعد انقطاع دام أعواماً وأثبتت من جديد أنه لا شيء مستحيلاً أمام الإرادة والعزيمة والتصميم، حيث أكدت أن الدعم والتشجيع الذي لاقته من أسرتها زاد من عزيمتها لتحقيق هذه النتيجة المميزة.
الطالب بدر مهنا الذي أحرز المركز الأول على مستوى القطر في الثانوية الصناعية “مهنة صيانة الأجهزة الطبية” والحاصل على مجموع قدره 4402 أوضح أنه اختار برغبته دخول التعليم المهني رغم أن مجموعه في امتحانات شهادة التعليم الأساسي يؤهله لدخول التعليم العام، مضيفا:ً إن التعليم المهني يتيح مجالات عمل واسعة ومتنوعة فضلاً عن أن التفوق به يتيح للطلاب فرصة إكمال دراستهم في المرحلة الجامعية، لافتاً إلى أن الدقة والتركيز والجهد المنظّم والمثابرة من أهم مفاتيح النجاح.
الطالب المتفوق جعفر معروف والحاصل على مجموع قدره 4400 اعتبر أن تفوقه في الشهادة الثانوية المهنية الصناعية “مهنة الميكاترونيكس” هو خطوة أولى نحو حلمه لمتابعة دراسته الجامعية في الاختصاص الذي يريد، متمنياً للطلاب ملاحقة شغفهم والتمسك بأحلامهم واختيار مسارهم المستقبلي والالتزام بتحقيق ما ينشدون وعدم الاستسلام مهما كانت العقبات.