الصيادون في غزة يحملون أرواحهم على أكفهم لإطعام أسرهم
  • 2024-07-31

رغم الأخطار المحدقة بهم جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل، يصر صيادو الأسماك في قطاع غزة على النزول إلى البحر بقواربهم الصغيرة وشباكهم المتهالكة، لممارسة مهنتهم بهدف تأمين قوت أطفالهم، متحدين زوارق الاحتلال الحربية الرابضة على مقربة من شواطئ القطاع، وإطلاقها النار بشكل مستمر على الصيادين وقواربهم.

منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة المستمرة للشهر العاشر قصفت قوات الاحتلال موانئ الصيد في القطاع، ودمرت أكثر من 1000 مركب، تعود لـ 5000 صياد، حارمة 60 ألفاً من أهالي القطاع من مصدر رزقهم الوحيد، فضلاً عن تدمير البنية التحتية من طرق ومنازل ملاصقة لشواطئ القطاع من مدينة بيت لاهياً شمالاً حتى رفح جنوباً، ومع استمرار الحرب واشتداد المجاعة بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال وإغلاقه جميع المعابر، اضطر مئات الصيادين للمجازفة وركوب البحر بحثاً عن لقمة العيش.

الصياد عمر عياش يقول: الاحتلال حول البحر كما كل شبر في القطاع إلى ساحة للموت، إلا أننا نخاطر بحياتنا وننزل إليه، رغم معرفتنا أننا قد نستشهد في أي لحظة بنيران الاحتلال، فنحن مضطرون للبحث عن لقمة العيش حتى ولو كانت مغمسة بالدم، الأوضاع صعبة جداً ونحتاج إلى صيد الأسماك لنطعم جزءاً منها لعائلاتنا ونبيع الجزء الآخر لتأمين احتياجاتنا، مشيراً إلى أن المساحة التي يعمل الصيادون فيها لا تتجاوز ميلاً بحرياً واحداً، ورغم ذلك تلاحقهم زوارق الاحتلال بالرصاص والقنابل، ما أسفر عن استشهاد العشرات.

زوجة الصياد محمد المسارعي من دير البلح وسط القطاع غزة توضح أن زوجها استشهد بنيران الاحتلال، بعد مخاطرته بالنزول إلى البحر بسبب ضيق الأحوال في أتون حرب الإبادة الجماعية، حيث حمل روحه على كفه وقرر صيد الأسماك لتوفير احتياجات أطفاله، ورغم أنه لم يدخل البحر سوى لمسافات قصيرة إلا أن قوات الاحتلال قتلته.

الصياد محمد بكر أشار إلى أن معاناة الصيادين المستمرة منذ بداية الحصار الإسرائيلي قبل 18 عاماً تفاقمت بشدة مع بدء العدوان، حيث دمر الاحتلال الموانئ والقوارب ومعدات الصيد، وقال: أخرج كل يوم صباحاً للبحث في البحر عن رزق عائلتي بعد أن أودعها، حيث يتملكني كل مرة إحساس بأنها قد تكون المرة الأخيرة التي أراها فيها، فزوارق الاحتلال تطلق نيرانها بشكل دائم، ما يدفع الصيادين إلى عدم الاقتراب من البحر إلا في حال شاهدوها ابتعدت قليلاً، حيث يرمون شباكهم في الماء بسرعة، ويصطادون كميات قليلة من الأسماك، ويعودون مسرعين إلى الشاطئ.

وأوضح بكر أن الصيادين مجبرون على المخاطرة رغم كمية الصيد الشحيحة، فلا خيار آخر أمامهم في ظل المجاعة، ومنع الاحتلال قوافل المساعدات الغذائية من الدخول إلى القطاع، منتقداً صمت المجتمع الدولي عن حرب الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال الوحشية بحق أهالي القطاع.