100 شهيد ضحايا مجزرة الفجر في غزة… والعالم يدين
  • 2024-08-11

منذ السابع من تشرين الأول الماضي يصحو الفلسطينيون كل يوم على مجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، الذي لم يعد فقط أكبر سجن مفتوح وأكبر مقبرة مفتوحة في العالم، بل تحول إلى أطول بث حي ومباشر لحرب إبادة جماعية يشاهدها العالم أجمع، دون أن يتحرك جدياً لوقفها، رغم قسوة مشاهد الموت والنزوح والدمار، ورغم الصرخة الممتدة للشعب الفلسطيني وشعوب العالم الحر أوقفوا الحرب.

بعد أقل من 24 ساعة عن إعلان الولايات المتحدة شريكة الاحتلال في كل جرائمه تقديم 3.5 مليارات دولار إضافية مساعدات عسكرية، كجزء من 14.1  مليار دولار خصصها الكونغرس في نيسان الماضي، سارع الاحتلال إلى التعبير عن امتنانه لواشنطن على هذه المساعدة بقصفه مدرسة تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج بمدينة غزة بثلاثة صواريخ أمريكية، يزن الواحد منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات، ليرتقي أكثر من 100 شهيد تفحمت جثامينهم أو تناثرت أشلاء، ويصاب العشرات.

الدفاع المدني الفلسطيني أوضح أن ما حدث مجزرة بحق الأبرياء، حيث قصف الاحتلال بشكل مباشر طابقاً في المدرسة يؤوي أطفالاً ونساءً، وطابقاً أرضياً يستخدمه النازحون مصلى، بعد أن بدأ النازحون بأداء صلاة الفجر، مشيراً الى أن كل من كان في المكان أصبح شهيداً أو مصاباً بجروح بالغة الخطورة.

وبين الدفاع المدني أن الاحتلال استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين، خلال الأيام العشرة الأخيرة، بينما لا يلتفت المجتمع الدولي إلى جرائم الاحتلال الذي يرى في ذلك ضوءاً أخضر لتصعيد جرائمه.

وزارة الصحة الفلسطينية أشارت إلى أن فرق الإنقاذ والدفاع المدني لم تتمكن من انتشال جثامين جميع الشهداء، مرجحة ارتفاع عدد الشهداء نظراً لأن أغلب الإصابات التي تم نقلها إلى مستشفى الأهلي بحالة خطيرة جداً، مبينة أن هناك الكثير من الأشلاء والأجساد الممزقة داخل المستشفى لم يتم التعرف على أصحابها، بسبب تفحم وتمزق أجساد معظم الشهداء وتحولها إلى أشلاء، وهناك مفقودون غير معلوم مصيرهم حتى اللحظة، بعد إبلاغ عائلاتهم بأنهم كانوا داخل المدرسة لحظة قصف الاحتلال لها.

الرئاسة الفلسطينية أدانت على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال ضمن محاولاته لإبادة الشعب الفلسطيني، عبر المجازر الجماعية في قطاع غزة وعمليات القتل اليومية في الضفة الغربية في ظل صمت دولي، محملة الإدارة الأمريكية مسؤولية هذه المجزرة جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي له.

وقال أبو ردينة: في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأمريكية تقديم دعم مالي لـ “إسرائيل” مقداره 3.5 مليارات دولار، لإنفاقه على الأسلحة والعتاد العسكري، ترتكب السلطة القائمة بالاحتلال فوراً جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا النازحين في مدرسة بمدينة غزة، تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية المباشرة عنها، وعن مواصلة العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة للشهر الحادي عشر.

بدورها أشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن الاحتلال ارتكب المجزرة بسبب فشل المجتمع الدولي ومؤسساته بما فيها مجلس الأمن في تحمل مسؤولياتهم لوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى فشلهم المتواصل في توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، لافتة إلى أن منح “إسرائيل” الحصانة من العقاب، وعدم معاقبتها، وتشجيعها يجعلها تمعن في ارتكاب المجازر، ما يتطلب من المجتمع الدولي العمل الفوري لوقف العدوان على قطاع غزة، وتفعيل أدوات المساءلة بما فيها إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين، كما طالبت مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري لبحث هذه المجزرة وغيرها من المجازر المرتكبة.

وأدانت سورية المجزرة المروعة التي أضافها كيان الاحتلال الفاشي إلى سجله الإجرامي، حيث يواصل منذ أكثر من عشرة أشهر، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، أمام مسمع ومرأى العالم، ووسط حالة من العجز والشلل الدولي عن القيام بأي إجراء لوقف آلة القتل الإسرائيلية، جراء الحماية الغربية لهذا الكيان المجرم.

وأكدت سورية أن إمعان الكيان الإسرائيلي في سفك دماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وسورية سيزيد أبناء هذه المنطقة إصراراً على المقاومة والرد على جرائمه، على الرغم من كل الدعم الغربي الذي يحظى به، وحيت الصمود الأسطوري لأبناء الشعب الفلسطيني في وجه محتليه على مدى عقود، مجددة وقوفها الثابت والقوي إلى جانبه في نضاله العادل من أجل نيل حقوقه الوطنية المشروعة.

المجزرة قوبلت بتنديد دولي وعربي واسع، حيث أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن صدمة بلادها الشديدة حيال المجزرة، مشددة على أن مثل هذه المآسي تقوض الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الوضع في المنطقة ووقف عاجل لإطلاق النار.

وقالت زاخاروفا: نلاحظ مع الأسف أن مثل هذه الهجمات في قطاع غزة، التي يكون ضحاياها من المدنيين تتسم بالطابع المنهجي، وندعو “إسرائيل” إلى الامتناع عن شن مثل هذه الهجمات على مدنيين، ونعتقد أنه لا يوجد ولا يمكن أن يكون لها عذر.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أدان بشدة الاعتداء الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد للتعامل مع هذا النظام السفاح هو التحرك الحازم والحاسم من جانب دول العالم الإسلامي والمحبة للحرية، لدعم الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع ومقاومته ضد الاحتلال وعدوانه.

وأكد كنعاني أن الجريمة التي وقعت في مدرسة التابعين مثال واضح وصريح لتهديد السلم والأمن الدوليين، مطالباً باتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل مجلس الأمن الدولي، استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لاحتواء ووقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال قاتل الأطفال.

وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب أدانت مجزرة الاحتلال في حي الدرج بغزة، وقالت في منشور على منصة إكس: “يجب أن تتوقف هذه الحرب فوراً، واستهداف البنية التحتية المدنية ينتهك القانون الدولي، وهو أمر غير مقبول”.

جامعة الدول العربية أدانت المجزرة، مشيرة إلى أن استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة هو رخصة لـ “إسرائيل” بالقتل المتواصل والإفلات من العقاب، داعية المجتمع الدولي إلى بذل ضغوط حقيقية على “إسرائيل” لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

منظمة التعاون الإسلامي اعتبرت أن استهداف الاحتلال مدرسة التابعين، هو امتداد للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل ارتكابها منذ أكثر من عشرة أشهر في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، مجددة دعوتها إلى ضرورة مساءلة “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال عن كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة.

كما أدانت مصر والعراق ولبنان والسعودية وسلطنة عمان والأردن المجزرة، مؤكدة ضرورة وقف المجازر في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وسط تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة “إسرائيل” على هذه الجرائم والانتهاكات.

من جانبه قال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني في صفحته على منصة إكس: “يوم آخر من الرعب في غزة، بعد قصف مدرسة أخرى، ومقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وكبار السن”، مؤكداً أن المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست أهدافاً، وأنه حان الوقت لوضع حد لهذه الأهوال والفظائع التي تتكشف يومياً، فلا يمكن السماح لهذه الأحداث أن تصبح أمراً واقعاً عادياً، لأنه كلما تكررت فقدنا إنسانيتنا الجماعية.

بدوره قال مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، جوزيب بوريل في منشور مماثل على منصة إكس: “الصور التي التقطت من مدرسة إيواء في غزة والتي تعرضت لضربة إسرائيلية، مع عشرات الضحايا الفلسطينيين مرعبة”، مبيناً أنه تم خلال الأسابيع الماضية استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس، ولا يوجد أي مبرر لهذه المجازر، “ونشعر بالفزع إزاء العدد الإجمالي لضحايا الحرب الذي وصل إلى 40 ألفاً”، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.