تسعى مؤسسة وثيقة وطن السورية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية في ظل التجربة الغنية لسورية وسلطنة عمان في مجال التوثيق والتأريخ لعقد مؤتمر دولي للتأريخ الشفوي في الـ 23 من أيلول الجاري بالعاصمة العمانية مسقط.
فكرة المؤتمر بلورتها عدة أمور تلخصها مؤسسة وثيقة وطن بالقول: “كثيراً ما روى الآخرون وأحياناً أعداؤنا… كثيراً ما رووا أحداثاً تخصنا أو جرت على أرضنا.. واليوم تسخّر دول وجهات مقدرات عالية للحفاظ على تأثير هذا السلاح (روي الأحداث) في تغيير مصائر الشعوب والبلاد في حالات عدة… ما ساعد في حدوث هذا، هو عدم دخول فكرة التأريخ الشفوي ضمن العناصر الثقافية لدى المجتمعات العربية كما لم تحظ الشهادة الشفوية بمكانتها المستحقة ضمن الأوساط العلمية؛ من هذا المنطلق جاءت فكرة عقد مؤتمر دولي عن التأريخ الشفوي بتجربته العربية وذلك في إطار التعاون بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان ومؤسسة وثيقة وطن في الجمهورية العربية السورية”.
المؤتمر سينعقد تحت شعار “التأريخ الشفوي: ذاكرة ثقافية عن الأصول وتعميق للرؤية العبر-زمنية”، ويسعى لتحقيق أهداف رئيسية أهمها، طرح تحديات التأريخ الشفوي ضمن خصوصية المجتمعات العربية، وتعميق الوعي بأهمية الوثيقة الشفوية في كتابة التاريخ، وبحث إمكانية استثمار منهجية التأريخ الشفوي ضمن المناهج الدراسية، وسبل تطوير التجربة العربية.
وللوصول إلى الأهداف المذكورة أعلاه سيتم العمل خلال أيام المؤتمر الثلاثة ضمن “محور نظري” يحدد معايير للتعامل مع الوثيقة الشفوية باستخدام أدوات العمل في الوقت الحاضر، و”محور عملي” يعرض نماذج لهذه التجربة تشرح أدواتها ومنهجيتها ونماذج عن تجربة التشاركية العربية والعالمية في هذا المجال.
أما “المحور المستقبلي” فسيتضمن ورشات عمل عن استثمار التوثيق ضمن المناهج الدراسية، وأشكال صنع قواعد البيانات والوصول لتأسيس مجلة عربية مشتركة للتأريخ الشفوي.
وضمن هذه الأهداف والمحاور سيقدم الأكاديميون والكتاب السوريون والعرب والغربيون المشاركون تجاربهم وخبراتهم سواء بالحضور الشخصي في سلطنة عمان أو عبر تقنيات التواصل الإلكتروني.