منذ ساعات الصباح الباكر، تتوجه قوافل المزارعين في الجولان السوري المحتل إلى بساتينهم الممتدة على مساحات شاسعة بين قرى بقعاثا ومجدل شمس ومسعدة، مع انطلاق موسم قطاف التفاح هذا العام، وذلك رغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي عليهم ضمن ممارساته العدوانية المتواصلة.
مراسل سانا في الجولان رافق المزارعين في رحلة القطاف، ونقل عنهم أن الموسم هذا العام جاء جيداً من ناحية الكمية والجودة بعكس السنوات الماضية، إضافة إلى أن الأسعار لا تزال حتى الآن مقبولة، مشيرين إلى أنهم كثفوا اهتمامهم بموسم التفاح لتعويض خسائرهم في موسم الكرز.
يوسف شمس، رئيس لجنة استجرار تفاح الجولان إلى الوطن سورية قال: بالنسبة لكميات التفاح فهي جيدة هذا الموسم رغم وجود تفاوت بين منطقة وأخرى، إلا أنها بالمجمل مبشرة، مبيناً أن المساحات المزروعة بالتفاح في الجولان تقدر بـ 15 ألف دونم، 4 آلاف منها تواجه خطر استيلاء الاحتلال عليها بذريعة تنفيذ مخطط التوربينات.
وأوضح شمس أنه رغم التكاليف الباهظة إلا أن عناية أهالي الجولان بأرضهم أثمرت عن جودة عالية في الثمار ليبقى الجولان أخضر، مشيراً إلى أنه منذ عقد من الزمن والاحتلال يغلق معبر القنيطرة لمنع المزارعين من تسويق محاصيلهم إلى الوطن، الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً عليهم خلال السنوات الـ 10 الماضية.
وأعرب شمس عن الأمل بإعادة فتح معبر القنيطرة مجددا لتسويق المحاصيل في سورية، نظراً لأن الدولة السورية كانت تتكفل باستجرار غالبية الكميات، وبأسعار تعوض ابن الجولان عن خسائره.
من جهته، قال فارس عويدات: الجولان ينتج أفضل أنواع التفاح في المنطقة لارتفاعه عن سطح البحر وتوفر البيئة المناسبة لزراعته وكميات المياه اللازمة، إضافة إلى العناية الفائقة التي يوليها أبناء الجولان لأراضيهم ومحاصيلهم، فبات تراب الجولان مجبولا بعرق المزارعين.
وأكد عويدات أن الأرض كالعرض بالنسبة لأهل الجولان، والتفاح رمز تجذرهم بأرضهم التي سيبقون متشبثين بها، ولن يسمحوا للاحتلال بتنفيذ مخططاته الاستيطانية فيها، لافتاً إلى أن الحفاظ عليها واجب أخلاقي ووطني، وأن أبناء الجولان كانوا مثالاً في الحفاظ على أرضهم وهويتهم منذ احتلال الجولان عام 1967.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ الـ 27 من آب عام 2014، إغلاق معبر القنيطرة الذي يعد المعبر الوحيد لتواصل الأهل في الجولان مع وطنهم سورية، ويمنع استجرار محصولي الكرز والتفاح إلى أسواق الوطن، رغم مطالبات سورية المستمرة للمجتمع الدولي بالضغط على “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال، لفتح المعبر الذي يمثل الشريان الذي يربط أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم.