تجسد الفنانة التشكيلية مايا سيفو (24 عاماً) في معظم رسوماتها المرأة بتطلعاتها ومعاناتها وتجاربها، منطلقة من قدرتها كأنثى في التعبير عما يختلج في نفسها من رؤى وأفكار وأحاسيس.
سيفو التي بدأت الخوض في عالم الرسم بعمر 12 عاماً حظيت بتشجيع ودعم من عائلتها التي ساندتها ووقفت إلى جانبها، من خلال تأمين كل متطلبات العمل من الأقمشة والخامات والألوان لممارسة هوايتها في الرسم، إضافة إلى تدريبها على يد أحد أساتذة الرسم المختصين في مسقط رأسها بمدينة سلمية، والذي نهلت من خبرته الكثير من أساسيات فن الرسم حسب قولها.
وأشارت سيفو في حديث لمراسلة سانا إلى أنها تعلمت أساسيات الرسم واستخدام اللونين الأبيض والأسود للتحكم في الظل والنماذج، وبعد أن تمكنت استخدمت الألوان الزيتية والإكريليك في لوحاتها ورسمت الطبيعة وغيرها من المواضيع.
وتستحوذ المرأة على الجزء الأكبر من لوحات سيفو، ولا سيما بعد الحرب على سورية، حيث كان لصمود النساء الأثر الكبير على الأسرة السورية التي تشكل نواة المجتمع، فعكست من خلال لوحاتها المعاناة الكبيرة للمرأة والأدوار التي قامت بها كأم وزوجة وابنة.
وأشارت سيفو إلى أنها استخدمت في لوحاتها الألوان الجريئة كالأحمر والأزرق والبرتقالي، لتضفي على لوحاتها الواقعية، وتعكس الرغبة في حياة مزدهرة ومستقبل مشرق، كما تستخدم ألوان الإكريليك والزيتية في لوحاتها لتقدم موضوعات تتميز بالواقعية وتعبر عن الألم والأمل.
سيفو التي تدرس هندسة المعلومات حسب رغبة الأهل، تمارس هوايتها باوقات فراغها، ورغم ذلك رسمت خلال 12 عاماً أكثر من 60 لوحة فنية باحجام وقياسات مختلفة ومواضيع متنوعة، كالطبيعة الصامتة والوجوه، وتنتظر الفرصة المناسبة لتقديمها في معرض أو صالة، مشيرة إلى صعوبة تأمين المواد الأولية اللازمة للعمل كالألوان والأقمشة، وغلاء أسعارها.
وتجمع سيفو في لوحاتها تأثرها بعدة أنماط من الفن التجريدي الذي تحبه، وتأثرها بأسلوب الفنان العالمي فان كوخ صاحب الشهرة الواسعة، لتعبر من خلال ذلك عن شغفها بالطبيعية والمواضيع الإنسانية، مع التركيز على الملامح والتقاسيم والتعابير، وتحقيق التناغم بين العناصر المكونة للموضوع، والتعابير التي تتضح في الوجه والحركة والألوان، حيث تعطي للأخيرة الحضور الأقوى في اللوحة.
وتسعى سيفو لأن ترتبط ريشتها بقضايا وهموم المجتمع، ضمن أسلوب يرفل بالجمال، ويوثق بأسلوب فني لماضي المجتمع وحاضره ومستقبله، ويتناول قضايا الإنسان بآماله وآلامه.