أعلن حزب المحافظين البريطاني، الإثنين 24
أكتوبر/تشرين الأول 2022، فوز المرشح من أصول هندية، ريشي سوناك، بالانتخابات
الداخلية، ليصبح زعيم الحزب الجديد، وأول رئيس وزراء لبريطانيا من أصول هندية.
وغردت رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس
"تهانيا سوناك لتعيينك زعيمًا لحزب المحافظين ورئيس وزرائنا القادم. لديك
دعمي الكامل".
وألقى سوناك بيانا قصيرا من داخل مقر حزب
المحافظين مخاطبا البريطانيين في أول خطاب عام له بوصفه زعيما للحزب. وتعهد بأن
يعمل يوميا "لتقديم المساعدة للشعب البريطاني". لكنه حذر من أن البلاد
تواجه تحديات اقتصادية "عميقة".
وأكد أنه لن تكون هناك انتخابات عامة، وعبر عن
تفهمه لطلب أحزاب المعارضة لذلك
تعود أصول سوناك، إلى عائلة مهاجرة من أصول
هندية، حيث انتقل والداه إلى إنجلترا. والده كان طبيباً عاماً، وكانت والدته تدير
صيدليتها الخاصة.
درس سوناك في "وينشيستر كوليدج"
المرموقة، ثم التحق بجامعة "أكسفورد"، وبعد تخرجه منها في عام 2001،
أصبح سوناك محللًا في شركة Goldman Sachs،
وعمل في شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية حتى عام 2004.
لكن بصفته باحثاً في برنامج فولبرايت، تابع بعد
ذلك درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، حيث التقى بزوجته
المستقبلية، أكشاتا مورثي، ابنة نارايانا مورثي، الملياردير الهندي وأحد مؤسسي
عملاق التكنولوجيا Infosys.
لكن مسيرة سوناك السياسية بدأت عندما تم
انتخابه لأول مرة نائبًا في البرلمان في عام 2015 وقضى عامين في المقاعد الخلفية،
حيث سيطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على جدول أعمال الحكومة. أيد سوناك
مغادرة الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016.
وأصبح بعد ذلك وزيرًا صغيرًا في حكومة تيريزا
ماي. كان بوريس جونسون هو من أعطى سوناك أول دور حكومي رئيسي له عندما عينه لأول
مرة كسكرتير أول للخزانة في عام 2019، وكمستشار في عام 2020.
وكان أول شخص
"توقع'' مشاكل مالية في عهد تراس. واشتبك مع رئيسة الوزراء السابقة،
مدعيا أن خطتها لاقتراض المال خلال أزمة التضخم كانت "خيالية" ومن شأنها
أن تغرق الاقتصاد في حالة من الفوضى.
ويعلم سوناك أنها فرصته التاريخية رغم الظروف
الصعبة التي تواجهها البلاد، إلا أن عاملا مهما سيلعب لمصلحته هو ضمان تأييد
الكتلة البرلمانية لحزب المحافظين، فكلهم يعلمون أن هذه فرصتهم الأخيرة، وعليهم
الالتفاف حول زعيمهم الجديد، وفي حال فشله فالخيار سيكون انتخابات مبكرة، وكل
استطلاعات الرأي تشير إلى أن أي انتخابات سابقة لوقتها ستحمل حزب العمال إلى الحكم.