حطمت معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من شهر تشرين الأول الماضي العديد من الأساطير التي كان يروج لها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدى سنوات طويلة بما يخص قوته وقوة أسلحته، ولا سيما ما يخص دبابات “الميركافا” التي تحول العديد منها في قطاع غزة إلى خردة بسبب قذائف “الياسين 105” المصنعة محلياً.
الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات أوضح أن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 360 كيلومتراً مربعاً أربك مسؤولي الاحتلال، بفعل خطط المقاومة واشتباكها مع العدو من خلف خطوطه أو من النقطة صفر بأسلحة خفيفة وفاعلة، إضافة لقدرتها على تحويل دباباته “الميركافا” الأكثر قوة في التدريع والحماية، ومدرعاته “النمر” إلى توابيت متحركة.
وبين عريقات أن مفاجآت المقاومة الفلسطينية جعلت (البرق اللامع وسترة الرياح) وغيرها من الأسماء الزائفة لدبابات الاحتلال وآلياته وجبة دسمة لقذائف “الياسين 105 والتاندوم” والعبوات الناسفة، معتبراً أن ما حصل إلى حد الآن يعجز العلم العسكري عن تفسيره، حيث أصبح قطاع غزة مثلث رعب للقوات الصهيونية، الداخل إليه مفقود والمنسحب منه معطوب حتى باعترافات العدو.
بدوره، الخبير العسكري الروسي ليونيد إيفاشوف أكد أن اختراق وتدمير قذائف “الياسين” لـ “ميركافا 4” التي تتباهى بها “تل أبيب” كونها الأكثر قوة من حيث الهيكل والتدريع أمر يقلب موازين القوى العسكرية.
ووفق شرح إيفاشوف فإن قذيفة “الياسين” عبارة عن حشوتين متفجرتين، أولهما تخترق الدرع المصفحة، والأخرى تخترق جسم الدبابة وهذه القذيفة تنتمي إلى عائلة الـ (آر بي جي-7) الروسية، والمسافة الفعالة لها 150 متراً، كما أنها تخترق لغاية عمق 21 سنتيمتراً، وتطلق من على الكتف وسهولة حملها جعل لها ميزة كبيرة بحرب المدن، مبيناً أن قذيفة (العمل الفدائي) التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية أيضاً فعالة ضد الأهداف المدرعة والأفراد، وتتطلب قوة وتضحية كبيرة من المقاتل.
ودبابة “الميركافا” هي نتاج كبرى شركات الأسلحة والتكنولوجيا العالمية وتصل تكلفتها لنحو 6 ملايين دولار، وتتمتع بأحدث أنظمة حماية ذاتية ورؤية ليلية ونهارية وذكاء صناعي ونظام لإدارة المعارك، حسب ما ذكر مدير مجموعة البيئات الأمنية المعقدة في بريطانيا بول غيبسون، مبيناً أن كل ذلك لم يشفع لهذه الدبابة أمام القذائف المصنعة محلياً في غزة، والتي لا تزيد قيمتها على 500 دولار.
وفي السياق ذاته، نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية مقالاً أوضحت فيه أن المقاتلين الفلسطينيين تمكنوا من تحويل دبابات “ميركافا 4” إلى حطام وباتت معرضة للدمار والخطر أمام قذائف “الياسين 105″، وأضافت: إن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا أعداداً كبيرة من الصواريخ رخيصة الثمن بشكل لا يصدق، وبشكل استنزف قدرات الجيش الإسرائيلي.
ويرى خبراء عسكريون أن خطة (المسافة صفر) التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية عطلت أغلب التقنيات وأدوات الذكاء الصناعي التي تتميز بها دبابة “الميركافا”، حيث بين الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط أن العدو الإسرائيلي وقع في حالة ذهول تام أمام خطط المقاومة وبسالتها في الانقضاض والاختفاء وتهاوي “الميركافا” بأحدث نسخها وإصداراتها والمحصنة ضد التفجير والاختراق، وهي تتساقط الواحدة تلو الأخرى كألعاب الأطفال، بل وإيقاعها كالفئران في مصائد محكمة تصطادها قذائف المقاومة أينما ولت وهربت، تلاحقها في الأزقة والساحات لتنهي بها أسطورة (الحصن الفولاذي).
وسائل إعلام العدو نقلت عن كبار مسؤوليه العسكريين قولهم: إن “المعركة ستكون طويلة ومؤلمة”، معترفين بحالة الصدمة والتخبط التي أصابت جيش الاحتلال مع تساقط العشرات من ضباطه وجنوده يوميا على أرض غزة وعطب آلياته ومدرعاته، الأمر الذي أجبره على سحب العديد من ألويته المقاتلة من عدة محاور في غزة جراء الهزائم والخسائر التي مني بها.
ورغم تكتم “إسرائيل” على خسائرها وفرض رقابة على إعلامها كي تواري سوء هزيمتها إلا أن إعلام المقاومة أفشل محاولات كتمانها ببث مشاهد حية لآليات الاحتلال ودباباته المحترقة، وليؤكد الخبراء العسكريون أن قذائف الياسين والمسافة صفر كانت كفيلة بكسر أسطورة دبابة “الميركافا” ومدرعة “النمر”، وجعلت منهما مادة للسخرية من قبل متابعي وسائل الإعلام و”السوشال ميديا”، وضربة موجعة لجيش الكيان الصهيوني مهما حاول إخفاء ذلك.