أكد رئيس الوفد الروسي المشارك في محادثات الأمن العسكري ومراقبة التسلح في فيينا قسطنطين غافريلوف أن حلف الناتو يحاول من خلال خطابه العسكري جر روسيا إلى سباق تسلح.
وقال غافريلوف لوكالة سبوتنيك تعليقاً على تصريحات السلطات البولندية حول زيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو: “نحن ندرك أنه من خلال دعم نظام كييف والخطاب العسكري تحاول الدول الغربية جر بلادنا إلى سباق تسلح مكلف من أجل استنزافنا، كما كان الحال قبل انهيار الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات، لكن النتيجة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي ستكون عكس ذلك تماماً، لقد رأينا هذا بالفعل في إضرابات المزارعين في جميع أنحاء أوروبا، وهذه ليست سوى البداية”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس البولندي أندريه دودا: إن السلطات البولندية تؤيد زيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو إلى 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، معتبراً أن هذا الاقتراح موجه إلى روسيا لإظهار ما يستطيع الحلف فعله.
وقال غافريلوف: إن “حلف الناتو من بقايا الحرب الباردة التي فقدت منذ فترة طويلة معنى وجودها، ونحن من جانبنا نعتبر أن دعوة القيادة البولندية لزيادة الإنفاق الدفاعي في حال كان هدفها تخويفنا أو الضغط علينا ستذهب سدى، فهم بالكاد يمكنهم التنافس مع روسيا من حيث التطور العسكري”.
بدوره، أكد السيناتور عن جمهورية القرم الروسية سيرغي تسيكوف أن الناتو هو كتلة عسكرية تجلب الحرب والدمار إلى العالم بما في ذلك أوروبا، وخير مثال على ذلك قصف الحلف ليوغوسلافيا والنزاع العسكري في أوكرانيا.
وأضاف تسيكوف: “لقد أثبتت كل هذه السنوات أن الناتو ليس كتلة دفاعية بل هجومية، ولم يعد لدى أحد أي أوهام، وأصبح من الواضح للجميع أن الهدف الرئيسي للحلف هو روسيا، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وضعوا لأنفسهم مهمة، وهي إضعاف وتمزيق بلادنا”.
وشدد السيناتور على أنه “بدلاً من الاتفاق على الأمن المتبادل، قرر الناتو مختبئا وراء الديماغوجيا حول الحرية والديمقراطية جعل أوكرانيا مركزاً عسكرياً وموطئ قدم له”، مضيفاً: إنه مع مرور الوقت سيواجه الحلف الأطلسي ككتلة عسكرية سياسية التدمير الذاتي.
وتابع: “أعتقد أن عمر حلف (الناتو) بعد كل التوسعات إلى حدود روسيا لن يكون طويلاً، سيظهر التاريخ كم من الوقت سيستغرق، ولكن حقيقة اختفاء الحلف من الخريطة السياسية للمجتمع الدولي هي بمثابة عملية حتمية”.
وكان أمين عام مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أكد قبل أيام أن حلف شمال الأطلسي يشكل فقط إحدى أدوات النفوذ في يد الولايات المتحدة لاستهداف دول أخرى، مضيفاً: إن “ما يؤكد طبيعة الناتو العدوانية المتزايدة هو خططه التوسعية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والقطب الشمالي، كذلك استمرار نفقاته العسكرية”.