الهند من بين خمسة اقتصادات عالمية كبرى تتسابق للوصول إلى (صافي الصفر بيئيا)
  • 2023-09-07

في تقرير صادر عن مركز الأبحاث "Strategic Perspectives" والذي يحمل عنوان "المنافسة في العصر الصناعي الخالي من الكربون الجديد" يقارن التقرير أداء خمسة اقتصادات رئيسية - الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي والهند واليابان فيما يتعلق بالتكنولوجيات الخالية من الكربون. ويظهر أن سياسات التحول ”صافي صفر انبعاثات كربونية" عززت بشكل كبير القدرة التنافسية وأمن الطاقة والازدهار الاقتصادي في المستقبل.

ويذكر التقرير أنه رغم عدم قدرة مقارنة موقف الهند الأولي في السباق للوصول إلى " صافي صفر انبعاثات كربونية" بالقدرة على الانفاق لأربعة اقتصادات بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين واليابان، إلا انها تبرز في قدرتها على وضع نفسها بشكل جيد في العصر الصناعي الجديد.

ويشير التقرير أيضا إلى بعض نقاط التطوير الإيجابية التي تظهر أن الهند تسير على المسار الصحيح في السباق نحو تكنولوجيات خالية من الكربون.

ووفقا للتقرير، فإن النقطة الأولى هي أن "الهند من بين الدول القليلة التي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف المساهمات المحددة وطنيا، ومع ذلك، فإنها ستحتاج إلى استثمار 12.7 تريليون دولار أمريكي للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. كما أن الهند أسرع الاقتصادات الكبرى نموا، خاصة مع تباطؤ تعافي الصين بعد الوباء وأصبحت نيودلهي خامس أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف أن "الهند تحرز تقدما في دمج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء، مما تضاعف حصتها تقريبا مقارنة بأرقام عام 2017 (5 في المائة إلى 9 في المائة)."

ويذكر التقرير ثالثا من المتوقع أن تنمو صناعة السيارات الكهربائية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 49 في المائة بين عامي 2022 و 2030 مما يخلق 50 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030. أما رابعا، السياسات المؤيدة للانتقال مثل قانون الحفاظ على الطاقة تعطي زخما للمستثمرين و فيما يتعلق بالتدفقات المالية العامة الدولية، للفترة 2020-2021، كانت الهند أكبر متلقٍ خلال العامين الماضيين

وجاء في التقرير: "في حين تواصل الصين والاتحاد الأوروبي الريادة في قطاع طاقة الرياح، فإن الولايات المتحدة والهند تتابعان بعضهما البعض عن كثب من حيث القدرات التصنيعية ويمكنهما الاستمرار في الحصول على حصص في السوق مع تنفيذ سياساتهما المحلية". ويقول التقرير أيضا أنه من الواضح أنه لا يمكن مقارنة الهند على قدم المساواة مع الاقتصادات الأخرى نظرًا لموقفها المختلف في مجال التنمية الاقتصادية.

ويضيف التقرير أنه وبما أن الهند لديها طموحات قوية لتصبح جزءا لا يتجزأ من سلسلة التوريد العالمية ذات صافي الصفر، فإن الأسس اللازمة لها للاستفادة من التحول في المستقبل القريب. من المرجح أن تضغط الهند في مجموعة العشرين من أجل اتفاقية التنمية الخضراء العالمية التي ستشمل تمويل المناخ، وLIFE، والاقتصاد الدائري، وتسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة، وتحولات الطاقة، وأمن الطاقة. إن مجموعة العشرين هي اللحظة التي يمكن فيها للهند، برئاستها القوية، أن تغتنم الفرصة لاغتنام العائد الديموغرافي والإعلان عن ظهورها كقوة اقتصادية للمستقبل.

سيكون اقتصاد الهند 3.7 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، مما يحافظ على تفوقها على المملكة المتحدة باعتبارها خامس أكبر اقتصاد في العالم. وفي معرض حديثه عن تحرك الهند نحو أهدافها الخضراء، قال آرتي خوسلا، مدير اتجاهات المناخ: "يعد التحليل قبل انعقاد مجموعة العشرين بمثابة تقييم شامل للسياسات والمشاعر تجاه التقنيات المستدامة الخالية من الكربون.

وأضاف خوسلا، أن مجموعة العشرين تتحمل مسؤولية تحقيق التوازن بين دورها لقيادة أجندة النمو والانتقال وسط الجغرافيا السياسية الصعبة لضمان قدرتها على المطالبة بقيادتها وأن تكون صوت الجنوب العالمي

يُظهر التقدم الكبير الذي أحرزته الهند نحو الأهداف الخضراء الالتزام بتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، والتنفيذ عبر العديد من سياسات الدولة الخاصة بالسيارات الكهربائية، وتحقيق مكاسب في كفاءة استخدام الطاقة. والابتكار والبحث والتطوير، فضلاً عن خلق بيئة تمكينية تجتذب استثمارات أسرع مع تقليل الاعتماد على الصين.

وقالت ليندا كالشر، المديرة التنفيذية للمنظورات الاستراتيجية، إن العصر الصناعي الجديد القائم على تقنيات خالية من الكربون قد ظهر. يتنافس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للاستيلاء على أكبر الحصص في الأسواق العالمية المتنامية وتأمين الإمدادات للطلب المحلي.

وأضاف أن الدعم المالي الموجه أو الشراكات الاقتصادية الجديدة أمر بالغ الأهمية لضمان قدرة جميع البلدان على الانضمام إلى سباق التكنولوجيا وتحمل تكاليف التحول العادل للطاقة.